مقال دكتور - محمد زهران اليوم - حتة اللحمة

من أكثر من عشرين سنة عزمني أحد أساتذتي أنا ومجموعة من أصدقائي هم تلاميذه أيضاً في سهرة رمضانية بعد صلاة التراويح ، ووزع علينا أطباق الحلوى الرمضانية ومعها زجاجات المياه الغازية ، لكنهم عند توزيع زجاجات المياه الغازية نسوا أن يعطوني زجاجة ، ومع أنني لست من محبي الحلويات ، ومع أنني كنت في حاجة إلى زجاجة المياه الغازية نظراً لحرارة الجو ، إلا انني استحييت أن أطلب من أستاذي زجاجة الحاجة الساقعة ، وبعد أن انتهى الجميع من تناول أطباقهم وشربوا المياه الغازية ، بدأوا في جمع الأطباق ، وانتبه الأستاذ المضيف أنني لم آكل طبقي ، فسألني عن السبب فأبلغته بأنني لست من محبي الحلوى ، وعندما جمعوا زجاجات المياه الغازية الفارغة ، قال لي : هات إزازتك يامحمد ، فتنبه أحد الأصدقاء أنهم نسوني في توزيع الزجاجات ، فقام الأستاذ المضيف وأحضر زجاجة ساقعة ، وابتسم وهو يقدمها لي وحكى لنا حكاية لطيفة تشبه موضوع الحاجة الساقعة ، فروى لنا الأستاذ أن والده - رحمة الله عليه - كان معلماً بالتربية والتعليم من جيل الرواد ، وكان يوزع اللحمة على أبنائه كما كان يحدث في الأسر المصرية آنذاك ، ونسي أثناء التوزيع أحد أبنائه ؛ أي أحد إخوة أستاذنا الذي يحكي القصة ، واستحى الإبن أن يطلب ( نايبه ) من اللحمة من والده ، فطلب من والدته رغيفاً ، فسأله والده : هتاكل بالعيش إيه ياابني داحنا بناكل فتة ولحمة ؟ !!!! فرد عليه بأدب وذكاء : هاكل بها اللحمة اللي حضرتك هتديها لي !!!! ، ففهم الوالد وأعطاه نايبه من اللحمة وانفجر الجميع من الضحك !!!! .

دكتور محمد زهران