منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28282
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 1393418480781

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 140

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج Empty حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج

الجمعة 21 أكتوبر 2011, 21:19

حجة الوداع

الفصل الثاني : الأدلة على أعمال الحج هذا حين نأخذ إن شاء الله عز وجل في ذكر الأحاديث الشواهد لكل ما ذكرنا . أما قولنا : أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس أنه حاج ، ثم خرج عليه السلام عامدا إلى مكة عام حجة الوداع التي لم يحج من المدينة منذ هاجر عليه السلام إليها غيرها .




1 - فلما حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا إبراهيم بن أحمد البلخي ، حدثنا محمد بن يوسف الفربري ، حدثنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدثنا عمرو بن خالد ، حدثنا زهير وهو ابن معاوية ، حدثنا أبو إسحاق هو السبيعي قال : حدثني زيد بن أرقم ، أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة ، وأنه حج بعدما هاجر حجة واحدة ، ولم يحج بعدها : حجة الوداع




2 - ولما حدثنا عبد الله بن يوسف بن نامي ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى البغدادي ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه ، وأبو بكر بن أبي شيبة جميعا عن حاتم هو ابن إسماعيل المدني ، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، عن أبيه ، قال : دخلت على جابر بن عبد الله فقلت : أخبرني عن حجة ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال بيده يعقد تسعا ، فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مكث تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس في العاشرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حاج ، فقدم المدينة بشر كثير كلهم يلتمس أن يأتم برسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويعمل مثل عمله . وذكر باقي الحديث مما سنذكره في مواضعه إن شاء الله وأما قولنا : إنه صلى الله عليه وسلم أمر بالحج معه فأصاب الناس بالمدينة جدري أو حصبة ، فأخبر عليه السلام أن عمرة في رمضان كحجة ، وأن الحج من سبل الله




3 - فلما أخبرنا أحمد بن عمر العذري ، أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي الكسائي ، أخبرنا العباس بن محمد الرافقي ، حدثنا أبو عمر هلال بن العلاء القتيبي الرقي ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، عن ابن إسحاق ، حدثني عيسى بن معقل بن أبي معقل ، أخو بني أسد بن خزيمة ، عن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أم معقل ، جدة عيسى بن معقل قالت : لما تهيأ رسول الله صلى الله عليه وسلم لحجة الوداع أمر الناس بالخروج معه ، أصابتهم هذه القرحة الجدري أو الحصبة ، قالت : فدخل ما شاء الله أن يدخل لمرض أبي معقل ، ومرضت معه ، وذكرت حديثا طويلا ، فقالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إذا فاتتك حجة معنا يا أم معقل فاعتمري عمرة في رمضان فإنها حجة »




4 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن عوف الطائي ، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي ، حدثنا محمد بن إسحاق ، عن عيسى بن معقل بن أم معقل الأسدي ، أسد خزيمة ، قال : حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن جدته أم معقل ، قالت : لما حج رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع وكان لنا جمل فجعله أبو معقل في سبيل الله ، فأصابنا مرض ، وهلك أبو معقل وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغ جئته ، فقال : « ما منعك أن تخرجي معنا ؟ » فقالت : لقد تهيأنا فهلك أبو معقل ، وكان لنا جمل هو الذي يحج عليه فأوصى به أبو معقل في سبيل الله ، قال : « فهلا خرجت عليه فإن الحج في سبيل الله فأما إذا فاتتك هذه الحجة معنا فاعتمري في رمضان فإنها كحجة » أخبرني أحمد بن عمر ، حدثنا أحمد بن محمد غندر ، حدثنا خلف بن قاسم ، حدثنا أبو الميمون عبد الرحمن بن عبد الله البجلي ، حدثنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو ، حدثنا أحمد بن خالد الوهبي ، حدثنا محمد بن إسحاق ، عن عيسى بن معقل بن أبي معقل ، حدثني يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن جدته أم معقل ، فذكر هذا الحديث بنصه




5 - ثم قال ابن إسحاق ، عن يحيى بن عباد ، عن الحارث بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، عن أبيه أبي بكر ، قال كنت في الناس مع مروان حين دخل عليها ، يعني على أم معقل فسمعناها تحدث بهذا الحديث ، فكان أبو بكر لا يعتمر إلا في العشر الأواخر من رمضان لذلك من حديث أم معقل




6 - وأما قولنا فأخذ على طريق الشجرة فلما حدثنا حمام بن أحمد ، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الأصيلي ، حدثنا أبو زيد المروزي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا أنس بن عياض ، عن عبيد الله هو ابن عمر ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ويدخل من طريق المعرس ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا خرج إلى مكة يصلي في مسجد الشجرة ، وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي ، وبات حتى يصبح وأما قولنا : وذلك يوم الخميس لست بقين من ذي القعدة . فقد ذكرنا أن ذلك كان في السنة العاشرة في الحديث الذي أوردناه آنفا من طريق جابر




7 - ولما حدثناه عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا الحسن بن صباح ، سمع جعفر بن عون ، حدثنا أبو العميس ، أخبرنا قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن عمر بن الخطاب ، أن رجلا ، من اليهود قال له : يا أمير المؤمنين آية في كتابكم تقرءونها لو علينا - معشر اليهود - أنزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا ، قال : أي آية ؟ قال : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا (1) ) ، فقال عمر : قد عرفنا ذلك اليوم ، والمكان الذي نزلت فيه على رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهو قائم بعرفة يوم الجمعة
__________
(1) سورة : المائدة آية رقم : 3




8 - ولما حدثناه الهمذاني ، عن البلخي ، عن الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا فضيل بن سليمان ، حدثنا موسى بن عقبة ، أخبرني كريب ، عن ابن عباس ، قال : انطلق النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة بعدما ترجل وادهن ، ولبس إزاره (1) ورداءه ، فلم ينه عن شيء من الأردية والأزر تلبس إلا المزعفرة التي تردع على الجلد ، فأصبح بذي الحليفة ، ركب على راحلته (2) حتى استوى على البيداء وذلك لخمس بقين من ذي القعدة فقدم مكة أربع ليال خلون من ذي الحجة
__________
(1) الإزار : ثوب يحيط بالنصف الأسفل من البدن
(2) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى




9 - ولما حدثناه الهمذاني ، عن البلخي ، عن الفربري ، عن البخاري ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا وهيب ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك ، قال : صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن معه الظهر بالمدينة أربعا ، والعصر بذي الحليفة ركعتين ، ثم بات بها حتى أصبح ، ثم ركب حتى استوت به راحلته (1) على البيداء ، فحمد الله عز وجل ، وسبح ، ثم أهل بحج وعمرة ، فقد نص ابن عباس كما ترى على أن اندفاعه صلى الله عليه وسلم من ذي الحليفة كان لخمس بقين من ذي القعدة ، ونص أنس على أنه عليه السلام خرج من المدينة نهارا بعد أن صلى بها الظهر ، وصلى العصر بذي الحليفة وبات بها فكان ذلك بلا شك لست بقين من ذي القعدة ، وقد نص عمر كما ترى على أن يوم عرفة كان في تلك الحجة يوم جمعة ، ويوم عرفة هو التاسع من ذي الحجة ، فإذا كان اليوم التاسع من ذي الحجة يوم الجمعة فاستهلال ذي الحجة بلا شك كان ليلة الخميس . وإذا كان أول أيامه يوم الخميس بلا شك فآخر ذي القعدة كان اليوم الذي قبل يوم الخميس المذكور بلا شك ، فهو باليقين يوم الأربعاء . وإذا كان آخر يوم من ذي القعدة يوم الأربعاء وكان خروجه عليه السلام من المدينة لست ليال بقين لذي القعدة كما ذكرنا فكان خروجه عليه السلام من المدينة يوم الخميس بلا شك لأن الباقي بعد يوم الخميس من ذي القعدة المذكورة ست ليال ، وهي ليلة الجمعة ، وليلة السبت ، وليلة الأحد ، وليلة الإثنين ، وليلة الثلاثاء ، وليلة الأربعاء ، وهي آخر ليال ذي القعدة كما ذكرنا وأما قولنا : نهارا بعد أن ترجل وادهن وبعد أن صلى الظهر بالمدينة ، والعصر من ذلك اليوم بذي الحليفة ، وبات بذي الحليفة ليلة الجمعة . فلما ذكرناه آنفا من حديث أنس من صلاتهم معه عليه السلام بالمدينة الظهر أربعا ، وبذي الحليفة العصر ركعتين . ولما ذكرناه أيضا في الفصل الذي قبل هذا الفصل في حديث ابن عباس من الترجل والادهان . وأما المبيت بذي الحليفة فقد ذكرناه أيضا في الفصل الذي قبل هذا في حديث أنس . وأما مبيته عليه السلام بها ليلة الجمعة فإنه قد صح كما ذكرنا أن خروجه عليه السلام كان يوم الخميس إلى ذي الحليفة ، وبات بها فهي ليلة الجمعة بلا شك وأما قولنا : وطاف على نسائه ثم اغتسل تلك الليلة ، وصلى بها الصبح
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى




10 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف بن نامي ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا يحيى بن حبيب الحارثي ، حدثنا خالد يعني ابن الحارث ، حدثنا شعبة ، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر ، قال : سمعت أبي يحدث ، عن عائشة ، أنها قالت : كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم يطوف على نسائه ، ثم يصبح محرما ينضح طيبا . ولما ذكرناه آنفا أنه صلى الله عليه وسلم بات بذي الحليفة حتى أصبح




11 - ولما حدثناه عبد الله بن ربيع التميمي ، حدثنا محمد بن معاوية المرواني ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا إسحاق بن راهويه ، أخبرنا النضر بن شميل ، حدثنا أشعث يعني ابن عبد الملك الحمراني ، عن الحسن بن أبي الحسن البصري ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالبيداء ، ثم ركب ، وصعد جبل البيداء ، وأهل (1) بالحج والعمرة حين صلى الظهر . ففي هذا الحديث بيان أنه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالبيداء ، وقد ذكرنا أنه أصبح بذي الحليفة ، والبيداء قريب من ذي الحليفة ، فصح أنه عليه السلام بقي بعد الإصباح بذي الحليفة حينا طويلا إلى قبل الظهر ، فتيقنا أنه عليه السلام صلى الصبح بها . وأما الاغتسال فلا شك فيه عند مسلم ، بعد طوافه على نسائه . وليس حديث الحسن عن أنس هذا مخالفا لما نورده من إهلاله عليه السلام من مسجد ذي الحليفة ؛ لأنه عليه السلام أهل من مواضع شتى ، فصدق كل صاحبه ؛ لأنه حكى ما سمع ، وللزائد فضل مشاهدته وعلمه على ما يشاهده غيره ، وبالله التوفيق وأما قولنا : ثم طيبته عليه السلام عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها بيديها بذريرة وبطيب فيه مسك ، ثم أحرم ولم يغسل الطيب عن نفسه
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية




12 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف بن نامي ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا عبد بن حميد ، أخبرنا محمد بن بكر ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني عمر بن عبد الله بن عروة ، أنه سمع عروة ، والقاسم بن محمد ، يخبران أن عائشة قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي بذريرة في حجة الوداع للحل والإحرام




13 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، أخبرني أحمد بن منيع ، ويعقوب الدورقي ، قال : حدثنا هشام ، أخبرنا منصور ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويحل ، ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك




14 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم لإحرامه حين يحرم ، ولحله (1) قبل أن يطوف بالبيت . وروى أيضا عروة مثل ذلك نصا
__________
(1) حل المحرم وأحل : خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعا منه




15 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثني أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان هو الثوري ، عن منصور ، عن سعيد بن جبير ، قال في حديث : حدثنا إبراهيم النخعي ، حدثني الأسود ، قال : قالت عائشة : كأني أنظر إلى وبيص (1) الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم
__________
(1) الوبيص : البريق




16 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وزهير بن حرب ، قالا : حدثنا وكيع ، حدثنا الأعمش ، عن أبي الضحى ، عن مسروق ، عن عائشة ، قالت : كأني أنظر إلى وبيص (1) الطيب في مفارق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يلبي
__________
(1) الوبيص : البريق




17 - وبه إلى مسلم : حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا عبد الواحد ، . قال مسلم : وحدثناه إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا الضحاك بن مخلد ، قال : حدثنا سفيان هو الثوري ، كلاهما عن الحسن بن عبيد الله ، حدثنا إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : كأني أنظر إلى وبيص (1) الطيب في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم
__________
(1) الوبيص : البريق




18 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا محمود بن غيلان المروزي ، حدثنا أبو داود الطيالسي ، أنبأنا شعبة ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : كأني أنظر إلى وبيص (1) الطيب في أصول شعر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم
__________
(1) الوبيص : البريق




19 - حدثنا أحمد بن قاسم ، قال : حدثني أبي قاسم بن محمد بن قاسم ، قال : حدثني جدي ، قاسم بن أصبغ البياني ، حدثنا أبو إسماعيل هو الترمذي محمد بن إسماعيل ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، حدثنا عطاء بن السائب ، عن إبراهيم النخعي ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : رأيت الطيب في مفرق رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ثالثة وهو محرم وأما قولنا : ثم لبد رأسه ، وقلد بدنته بنعلين ، وأشعرها في جانبها الأيمن ، وسلت الدم عنها ، وكانت هدي تطوع ، وكان عليه السلام ساق الهدي مع نفسه ، ثم ركب راحلته




20 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا معاذ بن هشام هو الدستوائي ، حدثني أبي ، عن قتادة ، عن أبي حسان ، عن ابن عباس ، أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لما أتى ذا الحليفة دعا بناقته فأشعرها في صفحة سنامها الأيمن ، وسلت الدم ، وقلدها نعلين ، ثم ركب راحلته




21 - وحدثنا أيضا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عمرو بن علي أبو حفص الفلاس ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، حدثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي حسان الأعرج ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما كان بذي الحليفة أمر ببدنته فأشعر في سنامها من الشق (1) الأيمن ، ثم سلت الدم عنها ، وقلدها نعلين ، وذكر باقي الحديث
__________
(1) الشق : الجانب




22 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثني عبد الملك بن شعيب بن الليث ، حدثني أبي ، عن جدي ، حدثني عقيل بن خالد ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، عن عبد الله بن عمر ، قال : تمتع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بالعمرة إلى الحج وأهدى ، فساق معه الهدي (1) من ذي الحليفة ، وذكر باقي الحديث
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




23 - وبه إلى مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى ، عن مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن حفصة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت : يا رسول الله ما شأن الناس حلوا ولم تحل أنت ؟ قال : « إني لبدت رأسي ، وقلدت هديي (1) فلا أحل حتى أنحر » ففي هذا ذكر التلبيد
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




24 - وبه إلى مسلم : حدثنا إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه ، عن حاتم بن إسماعيل المدني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : دخلت على جابر بن عبد الله فقلت : أخبرني عن حجة ، رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فذكر الحديث ، وفيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نحر (1) ثلاثا وستين بدنة ، ثم أعطى عليا رضي الله عنه فنحر ما غبر ، وأشركه في هديه ، ثم أمر من كل بدنة (2) ببضعة فجعلت في قدر فطبخت ، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها ، فهذا بيان أنه كان تطوعا ، ولو كان فرضا ما أكل منه عليه السلام ، وأيضا فلا خلاف بين أحد في أنه لا يكون مقدار هذا العدد الكثير واجبا ، فصح أنه كان تطوعا وأما قولنا : وأهل صلى الله عليه وسلم حين انبعثت به راحلته من عند مسجد ذي الحليفة بالقران ، وقال عليه السلام : « لبيك عمرة وحجا »
__________
(1) النحر : الذبح
(2) البُدْن والبَدَنَة : تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمْنَها.




25 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف بن نامي ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا علي بن مسهر ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، رضي الله عنه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع رجله في الغرز ، وانبعثت به راحلته (1) قائمة أهل (2) من ذي الحليفة
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى
(2) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية




26 - ولما حدثناه عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، عن أبي إسحاق البلخي ، عن الفربري ، عن البخاري ، عن عبد الله بن مسلمة ، عن مالك ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، أنه سمع أباه ، يقول : ما أهل (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا من عند المسجد يعني مسجد ذي الحليفة ، هكذا نص الحديث
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية




27 - ولما حدثناه الهمذاني ، عن البلخي ، عن الفربري ، عن البخاري ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا وهيب ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، فذكر الحديث ، وفيه : ثم أهل عليه السلام بحج وعمرة وذكر باقي الحديث




28 - ولما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا سريج بن يونس ، حدثنا هشيم ، حدثنا حميد ، عن بكر بن عبد الله المزني ، عن أنس بن مالك ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « لبيك عمرة وحجا »




29 - ولما حدثناه حمام بن أحمد ، حدثنا عباس بن أصبغ ، حدثنا محمد بن عبد الملك بن أيمن ، حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثنا أبي ، حدثنا هشيم ، أخبرنا يحيى بن أبي إسحاق ، وحميد الطويل ، وعبد العزيز بن صهيب ، عن أنس بن مالك ، أنهم سمعوه يقول : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يلبي بالعمرة والحج جميعا يقول : « لبيك عمرة وحجا ، لبيك عمرة وحجة » . وقد روي هذا أيضا عن عائشة ، وابن عمر ، وجابر ، وغيرهم وأما قولنا : وقال عليه السلام بذي الحليفة للناس : « من أراد منكم أن يهل بحج وعمرة فليفعل ، ومن أراد أن يهل بحج فليهل ، ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل




30 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف بن نامي ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا ابن أبي عمر ، حدثنا سفيان هو ابن عيينة ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : « من أراد منكم أن يهل (1) بحج وعمرة فليفعل ، ومن أراد أن يهل بحج فليهل ، ومن أراد أن يهل بعمرة فليهل »
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية




31 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا عمر بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا سليمان بن الأشعث ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد قال أبو داود : حدثنا أيضا ، موسى بن إسماعيل قال : حدثنا وهيب بن خالد ، وحماد بن سلمة ، قالوا كلهم عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين هلال ذي الحجة ، فلما كان بذي الحليفة قال : « من شاء أن يهل (1) بحج فليهل ، ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل » وأما قولنا : وكان معه عليه السلام من الناس جموع لا يحصيها إلا خالقهم ورازقهم عز وجل
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية




32 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، وذكر ، حجة النبي صلى الله عليه وسلم فقال : ثم ركب القصواء حتى إذا استوت به ناقته على البيداء نظرت إلى مد بصري بين يديه من راكب وماش ، وعن يمينه مثل ذلك ، وعن يساره مثل ذلك ، ومن خلفه مثل ذلك وأما قولنا : وكان معه ، ثم لبى صلى الله عليه وسلم فقال : « لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك » . وقد روي أنه صلى الله عليه وسلم زاد على ذلك فقال : « لبيك إله الحق » ، وأتاه جبريل عليه السلام فأمره أن يأمر أصحابه بأن يرفعوا أصواتهم بالتلبية




33 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثني حرملة بن يحيى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، قال : إن سالم بن عبد الله أخبرني ، عن أبيه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبدا يقول : « لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك » . لا يزيد على هؤلاء الكلمات




34 - ولما حدثناه عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا قتيبة ، حدثنا حميد بن عبد الرحمن ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن الفضل ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، قال : كان من تلبية النبي صلى الله عليه وسلم : « لبيك إله الحق » . قال أحمد بن شعيب : لا أعلم أحدا أسند هذا الحديث إلا عبد الله بن الفضل ، وهو ثقة . قال أبو محمد : زيادة الثقة مقبولة ، وابن عمر اقتصر على ما سمع وليس مغيب ما ذكره أبو هريرة عن علم ابن عمر حجة على علم أبي هريرة ، وكلاهما قال ما سمع بلا شك




35 - أخبرني أحمد بن قاسم ، قال لي أبي قاسم بن محمد : قال لي جدي قاسم بن أصبغ : حدثنا ابن وضاح ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا وكيع ، عن عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن الفضل ، عن الأعرج ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في تلبيته : « لبيك إله الحق لبيك »




36 - حدثنا عبد الله ، ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا إسحاق بن إبراهيم ، هو ابن راهويه ، أخبرنا سفيان هو ابن عيينة ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، عن عبد الملك بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، رضي الله عنه ، عن خلاد بن السائب ، عن أبيه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « » جاءني جبريل فقال : يا محمد مر أصحابك أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية « » وأما قولنا : وولدت أسماء بنت عميس الخثعمية زوج أبي بكر رضي الله عنه بالشجرة محمد بن أبي بكر ، فأمرها أن تغتسل وتستثفر بثوب وتحرم وتهل




37 - فلما حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا عبدة بن سليمان ، عن عبد الله بن عمر ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : نفست أسماء بنت عميس بمحمد بن أبي بكر بالشجرة فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر يأمرها أن تغتسل وتهل




38 - ولما حدثنا أيضا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في حديث حجة الوداع : أنهم خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى ذا الحليفة ، فولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر ، فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تصنع ؟ فقال : « اغتسلي واستثفري بثوب وأحرمي » وأما قولنا : ونهض عليه السلام واستهل هلال ذي الحجة ليلة الخميس اليوم الثامن من خروجه عليه السلام من المدينة ، فقد أثبتنا فيما حل من هذا الكتاب أنه صلى الله عليه وسلم خرج من المدينة يوم الخميس لست بقين لذي القعدة ، فانسلخ ذو القعدة بلا شك يوم الأربعاء ، فاستهل ذو الحجة بلا شك ليلة الخميس كما قلنا ، وأيضا فقد صح أن يوم عرفة كان في تلك الحجة يوم الجمعة فكان استهلال ذي الحجة بلا شك ليلة الخميس ؛ لأن يوم عرفة هو التاسع من ذي الحجة . وأما قولنا : فلما كان بسرف حاضت عائشة رضي الله عنها وكانت قد أهلت بعمرة ، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تنقض رأسها وتمتشط ، وتدع العمرة وتتركها وترفضها ، وأن تدخل على العمرة حجا وتعمل جميع أعمال الحج حاشا الطواف بالبيت ما لم تطهر




39 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثني حسن بن علي الحلواني ، حدثنا زيد بن الحباب ، حدثني إبراهيم بن نافع ، حدثني عبد الله بن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن عائشة ، أنها حاضت بسرف فتطهرت بعرفة فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يجزئ عنك طوافك بالبيت عن حجتك وعمرتك »

________________________________________________
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28282
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 1393418480781

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 140

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج Empty رد: حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج

الجمعة 21 أكتوبر 2011, 21:21
40 - ولما حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق بن السليم ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، أنها قالت : لبثنا بالحج حتى إذا كنت بسرف حضت ، فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي ، فقال : « ما يبكيك يا عائشة ؟ » قلت : حضت ، ليتني لم أكن حججت ، فقال : « سبحان الله إنما ذلك شيء كتبه الله على بنات آدم انسكي المناسك كلها ، غير أن لا تطوفي البيت »




41 - ولما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث هو ابن سعد ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أنه قال : أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بحج مفردا ، وأقبلت عائشة بعمرة حتى إذا كنا بسرف عركت ، وذكر الحديث ، وفيه : ثم دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على عائشة فوجدها تبكي قال : « ما شأنك ؟ » قالت : شأني قد حضت وقد حل الناس ، ولم أحلل ، ولم أطف بالبيت والناس يذهبون إلى الحج الآن ، فقال : « إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم ، فاغتسلي ثم أهلي بالحج » ، ففعلت ووقفت المواقف كلها ، حتى إذا طهرت طافت بالكعبة ، وبالصفا والمروة ، ثم قال عليه السلام : « قد حللت من حجك وعمرتك جميعا » . فقالت : يا رسول الله إني أجد في نفسي أني لم أطف بالبيت حتى حججت ، قال : « فاذهب بها يا عبد الرحمن فأعمرها من التنعيم »




42 - ولما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثني محمد بن حاتم ، حدثنا بهز هو ابن أسد ، حدثنا وهيب ، حدثنا عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن عائشة ، : أنها أهلت بعمرة فقدمت ولم تطف بالبيت حتى حاضت فنسكت المناسك كلها ، وقد أهلت بالحج فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم يوم النفر : « يسعك طوافك لحجك وعمرتك » ، فأبت فبعثها مع عبد الرحمن بن أبي بكر أخيها إلى التنعيم فاعتمرت بعد الحج . فهذه الأحاديث تبين سائر الأحاديث التي فيها : « انقضي رأسك ، وامتشطي ، وأهلي بالحج ودعي العمرة فلعل الله يرزقك إياها » ؛ لأن نقض الرأس والامتشاط ليس بحرام على المحرم ، وليس فسخا لإحرامه . وقوله عليه السلام : « دعي العمرة » إنما معناه : دعي عمل العمرة الذي هو الطواف والسعي ، أي : أخري فلعل الله تعالى يعينك حتى تطوفي وتسعي فتقضي عمرتك وحجك معا ، كما نص عليه السلام في الأحاديث التي ذكرنا ، وليس في شيء من الأحاديث أنها أحلت من عمرتها بل فيها أنها لم تحل ، فصح ما ذكرنا من أنها قرنت الحج إلى العمرة بلا شك وأما قولنا : إنه صلى الله عليه وسلم قال وهو بسرف لأصحابه : « من لم يكن منكم معه هدي فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ، ومن كان معه هدي فلا » ، فمنهم من جعلها عمرة كما أبيح له ، ومنهم من تمادى على إحرامه بالحج ولم يجعلها عمرة ، وهذا فيمن لا هدي معه ، وأما من معه الهدي فلم يبح له أن يحل إحرامه لعمرة فقط




43 - فلما حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا إسحاق بن سليمان ، عن أفلح بن حميد ، عن القاسم ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مهلين بالحج في أشهر الحج ، وفي حرم الحج ، وليالي الحج ، حتى نزلنا بسرف فخرج إلى أصحابه فقال : « من لم يكن منكم معه هدي (1) فأحب أن يجعلها عمرة فليفعل ، ومن كان منكم معه هدي فلا » ، فمنهم الآخذ بها والتارك لها ممن لم يكن معه هدي . هذا نص الحديث وأما قولنا : إنه صلى الله عليه وسلم أمر في بعض طريقه ذلك من معه الهدي من أصحابه رضي الله عنهم بأن يقرنوا الحج مع العمرة
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




44 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا يحيى بن يحيى التميمي ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، أنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فأهللنا (1) بعمرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان معه هدي (2) فليهل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا »
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية
(2) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




45 - وحدثناه أيضا ، حمام بن أحمد ، حدثنا عبد الله بن محمد بن علي الباجي ، حدثنا أحمد بن خالد ، حدثنا عبيد الله ، محمد الكشوري حدثنا محمد بن يوسف الحذاقي ، حدثنا عبد الرزاق ، حدثنا مالك ، ومعمر ، كلاهما عن ابن شهاب ، عن عروة بن الزبير ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع فأهللنا (1) بعمرة ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان معه هدي (2) فليهل بالحج مع العمرة ولا يحل حتى يحل منهما جميعا »
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية
(2) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




46 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا عمر بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا وهيب بن خالد ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم موافين هلال ذي الحجة ، فلما كان بذي الحليفة قال : « من شاء أن يهل (1) بحج فليهل ، ومن شاء أن يهل بعمرة فليهل ، فإني لولا أني أهديت لأهللت بعمرة » وأما قولنا : ونهض عليه السلام إلى أن نزل بذي طوى فبات بها ليلة الأحد لأربع خلون لذي الحجة ، وصلى الصبح بذي طوى ، ودخل مكة نهارا من أعلاها من الثنية العليا من كداء صبيحة يوم الأحد المذكور
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية




47 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا محمد بن إسحاق المسيبي ، حدثنا أنس يعني ابن عياض ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، أن عبد الله بن عمر ، حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي طوى ويبيت بها حتى يصلي الصبح حين يقدم مكة




48 - ولما حدثناه أيضا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا أبو الربيع الزهراني ، حدثنا حماد ، حدثنا أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أنه كان لا يقدم مكة إلا بات بذي طوى حتى يصبح ، ويغتسل ويدخل مكة نهارا ويذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعله




49 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عبدة بن عبد الله البصري ، أخبرنا سويد بن عمرو ، أخبرنا زهير بن معاوية ، حدثنا موسى بن عقبة ، حدثني نافع ، أن عبد الله بن عمر ، حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل بذي طوى يبيت به حتى يصلي الصبح حين يقدم إلى مكة ، ومصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أكمة غليظة ، وليس على المسجد الذي بني ثم ، ولكن أسفل من ذلك على أكمة خشنة غليظة




50 - ولما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير ، حدثنا أبي ، حدثنا عبيد الله هو ابن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ، وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ، وذكر باقي الحديث




51 - ولما حدثناه عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة من كداء من الثنية العليا التي عند البطحاء




52 - حدثنا حمام ، ، حدثنا الأصيلي ، حدثنا أبو زيد ، عن الفربري ، عن البخاري ، حدثنا الحميدي ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها




53 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا محمد بن حاتم ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني عطاء ، سمعت جابر بن عبد الله قال : أهللنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بالحج خالصا وحده ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم صبح رابعة مضت من ذي الحجة فأمرنا أن نحل ، فقلنا : لما لم تكن بيننا وبين عرفة إلا خمس أمرنا أن نفضي إلى نسائنا ، وذكر باقي الحديث . وقد ذكرنا في أول هذا الكتاب أن يوم عرفة كان في ذلك الشهر يوم الجمعة ، وأن استهلال ذي الحجة كان ليلة الخميس ، فإذا كان ذلك وقدم عليه السلام مكة صبح رابعة خلت من ذي الحجة فذلك بلا شك صبيحة يوم الأحد ، وبينهم يومئذ وبين عرفة خمس ليال كما ذكر جابر ، وهي ليلة الإثنين ، وليلة الثلاثاء ، وليلة الأربعاء ، وليلة الخميس ، وليلة الجمعة وأما قولنا : فاستلم صلى الله عليه وسلم الحجر الأسود ثم طاف بالكعبة سبعا ، رمل ثلاثا منها ومشى أربعا يستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل طوفة منها وقال بينهما ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (1) ) ، ولا يمس الركنين اللذين في الحجر ثم صلى عند مقام إبراهيم عليه السلام ركعتين يقرأ فيهما مع أم القرآن ( قل يا أيها الكافرون (2) ) ، و ( قل هو الله أحد (3) ) جعل المقام بينه وبين الكعبة وقرأ عليه السلام إذ أتى المقام قبل أن يركع ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى (4) ) ، ثم رجع إلى الحجر الأسود فاستلمه ثم خرج إلى الصفا فقرأ ( إن الصفا والمروة من شعائر الله (5) ) : « أبدأ بما بدأ الله به » ، فطاف عليه الصلاة والسلام بين الصفا والمروة سبعا راكبا على بعيره يخب ثلاثا ويمشي أربعا إذا رقي على الصفا استقبل الكعبة ، ونظر إلى البيت ، ووحد الله تعالى وكبره ، وقال : « لا إله إلا الله وحده ، أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده » ، ثم يدعو ثم يفعل على المروة مثل ذلك
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 201
(2) سورة : الكافرون آية رقم : 1
(3) سورة : الإخلاص آية رقم : 1
(4) سورة : البقرة آية رقم : 125
(5) سورة : البقرة آية رقم : 158




54 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، أنه أخبره عن حجة النبي ، صلى الله عليه وسلم وذكر الحديث . وفيه : حتى إذا أتينا البيت معه يعني النبي صلى الله عليه وسلم استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا ، ثم نفذ إلى مقام إبراهيم فقرأ ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى (1) ) فجعل المقام بينه وبين البيت
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 125




55 - حدثنا عبد الله بن ربيع التميمي ، حدثنا محمد بن معاوية المرواني ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عمرو بن عثمان بن سعيد بن كثير ، عن الوليد بن مسلم ، عن مالك ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما انتهى إلى مقام إبراهيم قرأ ( واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى (1) ) وصلى ركعتين فقرأ فاتحة الكتاب و قل يا أيها الكافرون و قل هو الله أحد ثم عاد إلى الركن فاستلمه ثم خرج إلى الصفا
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 125




56 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمد بن عباد ، حدثنا حاتم هو ابن إسماعيل ، عن موسى بن عقبة ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا طاف في الحج والعمرة أول ما يقدم فإنه يسعى ثلاثة أطواف بالبيت ثم يمشي أربعة ، ثم يصلي سجدتين ثم يطوف بين الصفا والمروة




57 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا خالد بن الحارث ، عن عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن عبد الله بن عمر ، ذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يستلم إلا الحجر والركن اليماني




58 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن عبد العزيز بن أبي رواد ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدع أن يستلم الركن اليماني والحجر في كل طوفة




59 - حدثنا حمام ، حدثنا عباس بن أصبغ ، حدثنا ابن أيمن ، حدثنا أحمد بن محمد البرني ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا سفيان ، عن ابن جريج ، عن يحيى بن عبيد ، عن أبيه ، عن السائب بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الركن اليماني والحجر : « اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار »




60 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن ابن جريج ، عن يحيى بن عبيد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن السائب ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بين الركن اليماني والحجر الأسود ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار (1) )
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 201




61 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، أنه حدثه عن حجة الوداع ، فذكر الحديث . وفيه : ثم رجع يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الركن فاستلمه ، ثم رجع من الباب إلى الصفا ، فلما دنا من الصفا قرأ ( إن الصفا والمروة من شعائر الله (1) ) « أبدأ بما بدأ الله به » ، فبدأ بالصفا فرقي عليه حتى رأى البيت فاستقبل القبلة فوحد الله وكبره وقال : « لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله وحده أنجز وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده » . ثم دعا بين ذلك قال مثل هذا ثلاث مرات ، ثم نزل إلى المروة حتى انصبت (2) قدماه في بطن الوادي حتى إذا صعد مشى حتى إذا أتى المروة ففعل على المروة مثل ما فعل على الصفا
__________
(1) سورة : البقرة آية رقم : 158
(2) انصب : انحدر في السعي




62 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا جعفر بن محمد ، حدثني أبي ، حدثنا جابر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نزل يعني عن الصفا حتى إذا انصبت (1) قدماه في الوادي رمل حتى إذا صعد مشى
__________
(1) انصب : انحدر في السعي




63 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، أبو الطاهر وحرملة ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف في حجة الوداع على بعير يستلم الحجر بمحجن . وروته أيضا عائشة وأبو الطفيل




64 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا عبد بن حميد ، أخبرنا محمد يعني ابن بكر ، أخبرنا ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته (1) بالبيت وبين الصفا والمروة ليراه الناس ، وليشرف ، ولم يطف رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أصحابه بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى




65 - وحدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا عمر بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن بكر البصري ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا يحيى هو القطان ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله ، يقول : طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على راحلته (1) بالبيت وبين الصفا والمروة . قال أبو محمد رحمه الله : ليس ما ذكر من أنه عليه السلام طاف بين الصفا والمروة راكبا بمعارض لما ذكر في بعض ما أوردنا من الأحاديث من قول الراوي : انصبت قدماه ؛ لأن الراكب إذا انصب به بعيره فقد انصب كله ، وانصبت قدماه أيضا مع سائر جسده ، وكذلك ذكر الرمل يعني رمل الدابة براكبها وقد جاء النص كما ترى أنه عليه السلام لم يطف في تلك الحجة بين الصفا والمروة إلا مرة واحدة راكبا ، وإنما لم نقطع على أن الطواف الأول بالبيت هو الذي طافه عليه السلام راكبا ؛ لأنه عليه السلام قد طاف بالبيت في تلك الحجة مرارا ، منها طوافه الأول وطواف الإفاضة ، وطواف الوداع ، فالله أعلم أي تلك الأطواف كان راكبا
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى




66 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا علي بن عبد الله ، حدثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، أنه سمع ابن عمر ، يقول : قدم النبي صلى الله عليه وسلم فطاف بالبيت سبعا ، وصلى خلف المقام ركعتين ، وطاف بين الصفا والمروة سبعا




67 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، أن ابن عمر قال ، فذكر الحديث . وفيه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف حين قدم مكة واستلم الركن أول شيء ثم خب ثلاثة أطواف ، ومشى أربعة ، فركع حين قضى طوافه بالبيت عند المقام ركعتين ، ثم سلم فانصرف ، ثم أتى الصفا فطاف بالصفا والمروة سبعة أشواط ، وذكر باقي الحديث ولم نجد عدد الرمل بين الصفا والمروة منصوصا ولكنه متفق عليه والله أعلم وأما قولنا : فلما أكمل عليه السلام الطواف والسعي أمر كل من لا هدي معه بالإحلال حتما ولا بد ، قارنا كان أو مفردا أو معتمرا ، وأن يحلوا الحل كله ، من وطء النساء والطيب والمخيط ، وأن يبقوا كذلك إلى يوم التروية وهو يوم منى ، فيهلوا منه حينئذ بالحج ، ويحرموا حين نهوضهم إلى منى ، وأمر من معه الهدي بالبقاء على إحرامهم ، وقال لهم عليه السلام حينئذ إذ تردد بعضهم : « لو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي حتى اشتريته ، ولجعلتها عمرة ، ولأحللت كما أحللتم ، ولكني سقت الهدي فلا أحل حتى أنحر الهدي ، وكان أبو بكر وعمر والزبير وطلحة وعلي ورجال من أهل الوفر ساقوا الهدي فلم يحلوا ، وبقوا محرمين كما بقي هو عليه السلام محرما ؛ لأنه عليه السلام كان ساق الهدي مع نفسه ، وكن أمهات المؤمنين لم يسقن هديا فأحللن ، وكن قارنات بين حج وعمرة ، وكذلك فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم أيضا ، وأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه أحلها ، وشكا علي فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ أحلت ، فصدقها النبي صلى الله عليه وسلم في أنه هو عليه السلام أمرها بذلك ، وحينئذ سأله سراقة بن مالك بن جعشم الكناني فقال : يا رسول الله متعتنا هذه ألعامنا أم للأبد ؟ ولنا أم للأبد ؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الصفا والمروة أصابعه ، وقال : » بل لأبد الأبد دخلت العمرة في الحج إلى يوم القيامة « ، وأمر عليه السلام من جاء إلى الحج على غير الطريق التي أتى عليه السلام عليها ممن أهل بإهلال كإهلاله عليه السلام بأن يثبتوا على أحوالهم ، فمن ساق الهدي منهم لم يحل فكان علي في أهل هذه الصفة ، وأمر من كان منهم لم يسق الهدي أن يحل فكان أبو موسى الأشعري من أهل هذه الصفة ، وبهذين الأمرين أمر عليه السلام أيضا كل من أتى معه




68 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، أنه أخبره عن حجة النبي ، صلى الله عليه وسلم فقال : حتى إذا كان آخر طواف على المروة قال عليه السلام : « لو استقبلت من أمري ما استدبرت لم أسق الهدي (1) وجعلتها عمرة ، فمن كان منكم ليس معه هدي فليحل وليجعلها عمرة ، فقام سراقة بن مالك بن جعشم فقال : يا رسول الله متعتنا هذه ألعامنا هذا أم للأبد ؟ فشبك رسول الله صلى الله عليه وسلم أصابعه واحدة في الأخرى وقال : » دخلت العمرة في الحج مرتين ، لا بل لأبد أبد «
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




69 - ولما حدثنا الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا الليث ، عن عقيل ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله بن عمر ، أن عبد الله بن عمر قال في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم : لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة قال للناس : « من كان منكم أهدى فإنه لا يحل من شيء حرم منه حتى يقضي حجه ، ومن لم يكن منكم أهدى فليطف بالبيت ، والصفا والمروة ، وليقصر وليحلل ، ثم ليهل بالحج فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله »




70 - حدثنا الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا أبو النعمان ، حدثنا حماد بن زيد ، عن عبد الملك بن جريج ، عن عطاء ، عن جابر ، وعن طاوس ، عن ابن عباس ، قالا : قدم النبي صلى الله عليه وسلم صبح رابعة من ذي الحجة ، يهلون بالحج لا يخلطه شيء ، فلما قدمنا أمرنا فجعلناها عمرة وأن نحل إلى نسائنا ، ففشت في ذلك القالة . قال عطاء : قال جابر : فيروح أحدنا إلى منى ، وذكره يقطر منيا ، قال جابر : بكفه ، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : « بلغني أن قوما يقولون كذا وكذا والله لأنا أبر وأتقى لله منهم ، ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما أهديت ، ولولا أن معي الهدي لأحللت » . فقام سراقة بن جعشم فقال : يا رسول الله شيء لنا أم للأبد ؟ فقال : « لا بل للأبد »




71 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا قتيبة ، حدثنا الليث هو ابن سعد ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، أنه قال : أقبلنا مهلين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بحج مفردا ، وأقبلت عائشة بعمرة حتى إذا كنا بسرف عركت ، حتى إذا قدمنا طفنا بالكعبة والصفا والمروة ، فأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحل منا من لم يكن معه هدي (1) ، قال : فقلنا : حل ماذا ؟ قال : الحل كله فواقعنا النساء وتطيبنا بالطيب ولبسنا ثيابنا ، وليس بيننا وبين عرفة إلا أربع أميال ، وذكر باقي الحديث
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




72 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا موسى بن نافع ، قال : دخلت على عطاء بن أبي رباح ، فقال عطاء : حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري ، أنه حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ساق الهدي (1) معه ، وقد أهلوا بالحج مفردا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أحلوا من إحرامكم ، فطوفوا بالبيت ، وبين الصفا والمروة ، وقصروا وأقيموا حلالا ، حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة » ، وذكر باقي الحديث
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




73 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : قرأت على مالك ، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ، عن عروة ، عن عائشة ، أنها قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام حجة الوداع ، فمنا من أهل (1) بعمرة ، ومنا من أهل بحج وعمرة ، ومنا من أهل بالحج ، وذكر باقي الحديث
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية




74 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا سليمان بن عبيد الله الغيلاني ، حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نذكر إلا الحج ، وذكرت الحديث . وفيه : فلما قدمت مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : « اجعلوها عمرة » ، فأحل الناس إلا من كان معه الهدي (1) ، قالت وكان الهدي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأبي بكر ، وعمر ، وذوي اليسارة ، ثم أهلوا حين راحوا ، وذكرت باقي الحديث
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




75 - حدثنا الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عثمان هو ابن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا أنه الحج ، فلما قدمنا تطوفنا بالبيت فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يكن ساق الهدي (1) أن يحل ، فحل (2) من لم يكن ساق الهدي ، ونساؤه لم يسقن فأحللن
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح ، وقيل أيضا : من مال أو متاع
(2) حل المحرم وأحل : خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعا منه




76 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية القرشي ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا محمد بن يحيى المروزي ، حدثنا عاصم بن علي ، حدثنا الليث بن سعد ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن أسلم أبي عمران ، قال : دخلت على أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقلت : أعتمر قبل أن أحج ؟ قالت : إن شئت فاعتمر قبل أن تحج ، وإن شئت فبعد أن تحج « قال : وسألت أمهات المؤمنين فقلن مثل ذلك ، فرجعت إليها فأخبرتها فقالت : نعم ، وأشفيك سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : » أهلوا يا آل محمد بعمرة في حج « . فلهذا قلنا : إنهن وفاطمة كن قارنات ، إذ لا يحل لمسلم أن يظن بهن عصيانا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أمرهن به ، وهن آل محمد على الحقيقة




77 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا محمد بن المثنى ، عن غندر ، عن شعبة ، عن الحكم هو ابن عتيبة ، عن علي بن الحسين ، عن ذكوان مولى عائشة ، عن عائشة ، قالت : فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو غضبان ، فقلت : « من أغضبك يا رسول الله ؟ أدخله الله النار ، قال : » أوما شعرت أني أمرت الناس بأمر فإذا هم يترددون - قال الحكم : كأنهم يترددون أحسب - ولو أني استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت الهدي (1) معي حتى أشتريه ثم أحل كما حلوا «
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم والذبائح ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




78 - حدثنا الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا وهيب ، حدثنا أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس ، فذكر الحديث . وفيه : أنه صلى الله عليه وسلم أهل بحج وعمرة ، وأهل (1) الناس بهما ، فلما قدمنا أمر الناس بهما فحلوا ، حتى إذا كان يوم التروية أهلوا بالحج
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية




79 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا محمد بن حاتم ، حدثنا ابن مهدي هو عبد الرحمن ، حدثنا سليم بن حيان هو أبو خالد الأحمر ، عن مروان الأصفر ، عن أنس ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لولا أن معي الهدي (1) لأحللت »
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




80 - حدثنا أحمد بن عبد الله الطلمنكي ، حدثنا ابن مفرج ، حدثنا إبراهيم بن أحمد بن فراس ، حدثنا أحمد بن محمد بن سالم النيسابوري ، حدثنا إسحاق بن راهويه ، حدثنا روح بن عبادة ، حدثنا الأشعث ، هو ابن عبد الملك الحمراني ، عن الحسن البصري ، عن أنس بن مالك ، قال : قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وقد أهلوا بالحج والعمرة جميعا ، فأمرهم أن يحلوا بعدما طافوا بالبيت وسعوا ما بين الصفا والمروة ، وأن يجعلوها عمرة فكأنهم هابوا ذلك فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : « حلوا لولا أني سقت الهدي (1) لحللت » ، قال : فحلوا وتمتعوا . قال أبو محمد : إنما أوردنا هذه الأحاديث بيانا : أن القارنين الذين لم يكن معهم هدي أحلوا أيضا كما أحل المفردون الذين لم يكن معهم ، وكمن ذكر في بعضها من اسم من كان معه الهدي
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




________________________________________________
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28282
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 1393418480781

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 140

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج Empty رد: حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج

الجمعة 21 أكتوبر 2011, 21:23
81 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا محمد بن بكر ، حدثنا ابن جريج ، حدثني منصور بن عبد الرحمن ، عن أمه ، صفية بنت شيبة ، عن أسماء بنت أبي بكر ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمين ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من كان معه هدي (1) فليقم على إحرامه ، ومن لم يكن معه هدي فليحلل » ، فلم يكن معي هدي فأحللت وكان مع الزبير فلم يحل
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




82 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، وإسحاق بن إبراهيم ، كلاهما عن حاتم بن إسماعيل المدني ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، قال : دخلت على جابر بن عبد الله فذكر الحديث . وفيه : أن جابرا قال له في وصف حجة النبي صلى الله عليه وسلم : وقدم علي من اليمن يعني على النبي ببدن النبي صلى الله عليه وسلم فوجد ، فاطمة فيمن حل ولبست ثيابا صبيغا واكتحلت ، فأنكر ذلك عليها ، فقالت أبي أمرني بهذا ، قال : فكان علي يقول بالعراق : فذهبت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم محرشا على فاطمة الذي صنعت فأخبرته أني أنكرت ذلك عليها فقال عليه السلام : « صدقت صدقت »




83 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا عبيد الله بن معاذ ، حدثنا أبي ، حدثنا شعبة ، حدثنا مسلم القري ، سمع ابن عباس ، يقول : أهل (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم بعمرة ، وأهل أصحابه بحج ، فلم يحل النبي صلى الله عليه وسلم ولا من ساق الهدي (2) من أصحابه ، فكان طلحة بن عبيد الله ممن ساق الهدي فلم يحل
__________
(1) الإهلال : رفع الصوت بالتلبية
(2) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




84 - حدثنا الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا محمد بن يوسف ، حدثنا سفيان هو الثوري ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، عن أبي موسى ، قال : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى قومي باليمن ، فجئت وهو بالبطحاء فقال : « بم أهللت ؟ » فقلت : كإهلال النبي صلى الله عليه وسلم قال : « هل معك من هدي ؟ » قلت : لا ، فأمرني فطفت بالبيت ثم بالصفا والمروة ، ثم أمرني فأحللت




85 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في حديث حجة الوداع ، وذكر قدوم علي من اليمن ، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له : « فماذا قلت حين فرضت الحج ؟ » قال : قلت : اللهم إني أهل بما أهل به رسولك صلى الله عليه وسلم ، قال : « فإن كان معك الهدي فلا تحل » ، قال : وكان جماعة الهدي (1) الذي قدم به علي من اليمن والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة ، وذكر باقي الحديث وأما قولنا : فأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة محرما من أجل هديه يوم الأحد المذكور والإثنين والثلاثاء والأربعاء ، وليلة الخميس ثم نهض النبي صلى الله عليه وسلم ضحوة يوم الخميس ، وهو يوم منى ، وهو يوم التروية مع الناس إلى منى ، وفي ذلك الوقت أحرم بالحج من الأبطح كل من كان أحل من أصحابه رضي الله عنهم ، فأحرموا في نهوضهم إلى منى في اليوم المذكور فصلى عليه السلام بمنى الظهر من يوم الخميس المذكور ، والعصر والمغرب والعشاء الآخرة وبات بها ليلة الجمعة ، وصلى بها الصبح من الجمعة ، ثم نهض عليه السلام بعد طلوع الشمس من يوم الجمعة المذكور إلى عرفة بعد أن أمر عليه السلام بأن تضرب له قبة من شعر بنمرة ، فأتى عليه السلام عرفة فوجدها قد ضربت ، فنزل في قبته المذكورة . فلما ذكرنا آنفا من أنه عليه السلام دخل مكة يوم الأحد على ما بيناه ، ولما أيضا قد ذكرنا من أن يوم عرفة كان في ذلك الشهر يوم الجمعة ، وكان نهوضه عليه السلام إلى منى بلا خلاف قبل يوم عرفة بليلة واحدة فكان إذا يوم الخميس بلا شك ، فصح أنه عليه السلام بقي بمكة الليالي والأيام التي ذكرنا ، وقد ذكرنا أنه عليه السلام أخبر أنه باق على إحرامه ولا يحل حتى ينحر هديه ، وقد ذكرنا في الفصل الذي قبل هذا أنه عليه السلام أمرهم بأن يهلوا يوم التروية بالحج وذلك في حديث عطاء عن جابر
__________
(1) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




86 - ولما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في صفة حج النبي صلى الله عليه وسلم قال جابر : فلما كان يوم التروية توجهوا إلى منى فأهلوا بالحج ، وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بها الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر ، ثم مكث قليلا حتى طلعت الشمس وأمر بقبة من شعر تضرب له بنمرة ، فسار رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى عرفة فوجد القبة قد ضربت له بنمرة فنزل بها




87 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أنبأنا يحيى بن حبيب بن عربي ، حدثنا حماد بن زيد ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن عبد الله بن أبي سلمة ، عن ابن عمر ، قال : غدونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة




88 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني محمد بن حاتم ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، عن جابر بن عبد الله ، قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أحللنا أن نحرم إذا توجهنا إلى منى ، وأهللنا من الأبطح وأما قولنا : حتى إذا زالت الشمس أمر بناقته القصواء فرحلت له حتى أتى بطن الوادي ، فخطب الناس على راحلته خطبة ذكر فيها عليه السلام تحريم الدماء والأموال والأعراض ، ووضع عليه السلام فيها أمور الجاهلية ودماءها ، وأول ما وضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، كان مسترضعا في بنى سعد بن بكر بن هوازن فقتله هذيل ، ووضع عليه السلام في خطبته تلك ربا الجاهلية ، وأول ربا وضع ربا عمه العباس بن عبد المطلب ، وأوصى بالنساء خيرا ، وأباح ضربهن غير مبرح إن عصين بما لا يحل ، وقضى لهن بالرزق والكسوة بالمعروف على أزواجهن ، وأمر بالاعتصام بعده بكتاب الله عز وجل ، وأخبر أنه لا يضل من اعتصم به ، وأشهد الله عز وجل على الناس أنه قد بلغهم ما يلزمهم ، فاعترف الناس بذلك ، وأمر عليه السلام أن يبلغ الشاهد الغائب ، وبعثت إليه أم الفضل بنت الحارث الهلالية وهي أم عبد الله بن عباس بلبن في قدح فشربه عليه السلام أمام الناس على بعيره ، فعلموا أنه عليه السلام لم يكن صائما ذلك اليوم




89 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، في حديث حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال : حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتى بطن الوادي فخطب الناس وقال : « إن دماءكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي هاتين موضوع ، ودماء الجاهلية موضوعة ، وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل ، وربا الجاهلية موضوع كله ، فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله ، واستحللتم فروجهن بكلمة الله ، ولكن عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه ، فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ، ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف ، وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به : كتاب الله ، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون ؟ » قالوا : نشهد أنك بلغت وأديت ونصحت فقال بأصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس : « اللهم اشهد اللهم اشهد » . ثلاث مرات




90 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا علي بن حجر ، أخبرنا جرير ، عن مغيرة ، عن موسى بن زياد بن حذيم بن عمرو السعدي ، عن أبيه ، عن جده ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في خطبته يوم عرفة في حجة الوداع : « اعلموا أن دماءكم وأموالكم وأعراضكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا ، كحرمة شهركم هذا ، كحرمة بلدكم هذا »




91 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا يحيى بن سليمان ، عن ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكير ، عن كريب ، عن ميمونة ، أن الناس ، شكوا في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة ، فأرسلت إليه بحلاب (1) وهو واقف بالموقف فشرب منه والناس ينظرون
__________
(1) الحلاب : إناء يسع قدر حلب ناقة




92 - قال البخاري : وحدثنا عبد الله بن يوسف ، أخبرنا مالك ، عن أبي النضر ، مولى عمر بن عبيد الله ، عن عمير ، مولى ابن عباس ، عن أم الفضل بنت الحارث ، أن أناسا ، تماروا (1) عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم فقال بعضهم : هو صائم ، وقال بعضهم : ليس بصائم ، فأرسلت إليه بقدح لبن ، وهو واقف على بعيره فشرب وأما قولنا : فلما أتم الخطبة المذكورة أمر بلالا فأذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئا لكن صلاهما عليه السلام مجموعتين في وقت الأولى منهما بأذان واحد لهما معا وبإقامتين لكل صلاة منهما إقامة ، ثم ركب عليه السلام راحلته حتى أتى الموقف ، فاستقبل القبلة ، وجعل جبل المشاة بين يديه فلم يزل واقفا للدعاء وهنالك سقط رجل من المسلمين عن راحلته وهو محرم في جملة الحجيج فوقص فمات فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن يكفن في ثوبيه ، ولا يمس بطيب ولا يحنط ولا يغسل رأسه ولا وجهه ، فأخبر عليه السلام أنه يبعث يوم القيامة ملبيا . وسأله قوم من أهل نجد هنالك عن الحج فأخبرهم عليه السلام بوجوب الوقوف بعرفة ووقت الوقوف بها وأرسل إلى الناس أن يقفوا على مشاعرهم ، فلما غربت الشمس من يوم الجمعة المذكورة ، وذهبت الصفرة ، أردف أسامة بن زيد خلفه ، ودفع عليه والسلام ، وقد ضم زمام القصواء ناقته حتى إن رأسها ليصيب طرف رجله ، ثم مضى يسير العنق ، فإذا وجد فجوة نص ، كلما أتى ربوة من تلك الروابي أرخى لناقته زمامها قليلا حتى تصعدها ، وهو عليه السلام يأمر الناس بالسكينة في السير
__________
(1) المراء : المجادلة على مذهب الشك والريبة




93 - فلما حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال : ثم أذن ، ثم أقام ، فصلى الظهر ، ثم أقام ، فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئا ، ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتى الموقف فجعل بطن ناقته القصواء إلى الصخرات ، وجعل جبل المشاة بين يديه ، واستقبل القبلة ، فلم يزل واقفا حتى غربت الشمس ، وذهبت الصفرة قليلا حتى غاب القرص ، وأردف أسامة بن زيد خلفه ، ودفع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد شنق للقصواء الزمام حتى إن رأسها ليصيب مورك رجله ويقول بيده اليمنى : « أيها الناس السكينة السكينة » ، كلما أتى حبلا من الحبال أرخى لها قليلا حتى تصعد حتى أتى المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء




94 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا قتيبة ، حدثنا سفيان ، عن عمرو وهو ابن دينار ، حدثني عمرو بن عبد الله بن صفوان ، عن يزيد بن شيبان ، قال : كنا وقوفا بعرفة مكانا بعيدا من الموقف فأتانا ابن مربع الأنصاري فقال : إني رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم إليكم يقول : « كونوا على مشاعركم فإنكم على إرث من إرث أبيكم إبراهيم »




95 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرني إبراهيم بن يونس بن محمد ، بطرسوس ، حدثنا أبي ، حدثنا حماد ، عن قيس ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، أن أسامة بن زيد قال : أفاض (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة ، وأنا رديفه ، فجعل يكبح راحلته حتى إن ذفراها ليكاد يصيب قادمة الرحل وهو يقول : « يا أيها الناس عليكم بالسكينة والوقار فإن البر ليس في إيضاع الإبل »
__________
(1) الإفاضة : الزحف والدفع في السير بكثرة ، وطواف الإفاضة طواف يوم النحر فينصرف الحاج من منى إلى مكة فيطوف ويعود




96 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، أنه قال : سئل أسامة وأنا جالس ، كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يسير في حجة الوداع حين دفع ؟ قال : كان يسير العنق (1) فإذا أصاب فجوة (2) نص . قال هشام : والنص فوق العنق
__________
(1) العنق : التوسط في السير مع الميل إلى الإسراع
(2) الفجوة : الموضع المتسع بين شيئين




97 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، حدثنا جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الخطبة بعرفة وقال : ثم أذن بلال ، ثم أقام ، فصلى الظهر ، ثم أقام ، فصلى العصر ، ولم يصل بينهما شيئا




98 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل ، حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدثني نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع من منى حين صلى الصبح صبيحة يوم عرفة حتى أتى عرفة فنزل بنمرة وهو منزل الإمام الذي ينزل به بعرفة ، حتى إذا كان عند صلاة الظهر راح رسول الله صلى الله عليه وسلم مهجرا ، فجمع بين الظهر والعصر




99 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا هشيم ، حدثنا أبو بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن رجلا ، كان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فوقصته ناقته وهو محرم ، فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اغسلوه بماء وسدر (1) ، وكفنوه في ثوبيه ولا تمسوه بطيب ، ولا تخمروا رأسه ، ولا تحنطوه فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا
__________
(1) السدر : شجر النبق يجفف ورقه ويستعمل في التنظيف




100 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا سليمان بن حرب ، حدثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : بينا رجل واقف مع النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة إذ وقع عن راحلته (1) ، فوقصته ، أو قال : فأوقصته ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « اغسلوه بماء وسدر (2) ، وكفنوه في ثوبين ، ولا تمسوه طيبا ، ولا تخمروا رأسه ، ولا تحنطوه ، فإن الله يبعثه يوم القيامة ملبيا »
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى
(2) السدر : شجر النبق يجفف ورقه ويستعمل في التنظيف




101 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا محمد بن بشار ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، قال : سمعت أبا بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن رجلا ، وقع عن راحلته ، فأوقصته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اغسلوه بماء وسدر (1) ، ويكفن في ثوبين خارجا رأسه ووجهه ، فإنه يبعث يوم القيامة ملبدا » . قال أبو محمد رحمه الله : أبو بشر هذا : هو جعفر بن أبي وحشية ، وهو أثبت الناس في سعيد بن جبير ، قاله شعبة
__________
(1) السدر : شجر النبق يجفف ورقه ويستعمل في التنظيف




102 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا عبدة بن عبد الله البصري ، أخبرنا أبو داود الحفري ، عن سفيان هو الثوري ، عن عمرو بن دينار ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، قال : مات رجل ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « غسلوه بماء وسدر (1) وكفنوه في ثيابه ، ولا تخمروا وجهه ولا رأسه ، فإنه يبعث يوم القيامة يلبي »
__________
(1) السدر : شجر النبق يجفف ورقه ويستعمل في التنظيف




103 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا محمد بن معاوية بن صالح البغدادي ، حدثنا خلف بن خليفة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، أن رجلا ، كان حاجا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لفظه بعيره فمات ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يغسل ويكفن في ثوبين ، ولا يغطى رأسه ووجهه ، فإنه يقوم يوم القيامة ملبيا »




104 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أنبأنا إسحاق بن إبراهيم ، هو ابن راهويه ، أنبأنا وكيع ، حدثنا سفيان الثوري ، عن بكير بن عطاء ، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي ، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة ، وأتاه ناس من أهل نجد ، فسألوه عن الحج ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « الحج عرفة ، فمن أدرك ليلة عرفة قبل طلوع الفجر من ليلة جمع فقد تم حجه » قال أبو محمد رحمه الله : ليس يمنع هذا من وجوب غير عرفة ، فخصومنا مقرون أن بعد عرفة طواف الإفاضة ، وهو فرض لا يتم الحج لمن لم يطفه ، ومعنى قوله عليه السلام : « من أدرك ليلة عرفة قبل الفجر » إنما هو على ما نصه عليه السلام من أن يدرك مع ذلك الصلاة مع الإمام بمزدلفة . وأما قولنا : فلما كان في الطريق عند الشعب الأيسر نزل عليه السلام فبال وتوضأ وضوءا خفيفا ، فقال له أسامة : الصلاة يا رسول الله فقال له صلى الله عليه وسلم : « الصلاة أمامك » أو قال له : « المصلى أمامك » ، ثم ركب حتى أتى المزدلفة ليلة السبت العاشر من ذي الحجة ، فتوضأ عليه السلام ثم صلى بها المغرب والعشاء الآخرة مجموعتين في وقت العشاء الآخرة دون خطبة ، لكن بأذان واحد لهما معا وبإقامتين ، لكل صلاة منهما إقامة ، ولم يصل بينهما شيئا ، ثم اضطجع عليه السلام بها حتى طلع الفجر ، فقام عليه السلام وصلى الفجر بالناس بمزدلفة يوم السبت المذكور ، وهو يوم النحر ، وهو يوم الأضحية ، وهو يوم الحج الأكبر مغلسا أول انصداع الفجر




105 - فلما حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا إسماعيل بن جعفر ، عن محمد بن أبي حرملة ، عن كريب ، مولى ابن عباس عن أسامة بن زيد ، قال : إنه ردف رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفات ، فلما بلغ الشعب الأيسر الذي دون المزدلفة أناخ (1) فبال ثم جاء ، فصببت عليه الوضوء فتوضأ وضوءا خفيفا ، ثم قلت : الصلاة ، قال : « الصلاة أمامك » ، وذكر باقي الحديث
__________
(1) أناخ بالمكان : أبرك فيه بعيره وأجلسه وأقام فيه




106 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا ابن سلام ، حدثنا يزيد بن هارون ، عن يحيى بن سعيد الأنصاري ، عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، مولى ابن عباس ، عن أسامة بن زيد ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما أفاض (1) من عرفة عدل إلى الشعب فقضى حاجته ، قال أسامة : فجعلت أصب عليه الماء ويتوضأ ، فقلت : يا رسول الله ، أتصلي ؟ قال : « المصلى أمامك »
__________
(1) الإفاضة : الزحف والدفع في السير بكثرة ، وطواف الإفاضة طواف يوم النحر فينصرف الحاج من منى إلى مكة فيطوف ويعود




107 - حدثنا الهمذاني ، حدثنا البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا مالك ، عن موسى بن عقبة ، عن كريب ، عن أسامة بن زيد ، أنه سمعه يقول : دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم من عرفة ، فنزل الشعب فبال ، ثم توضأ ولم يسبغ الوضوء ، فقلت له : الصلاة ، فقال : « الصلاة أمامك » ، فجاء المزدلفة فتوضأ فأسبغ ثم أقيمت الصلاة ، فصلى المغرب ، ثم أناخ (1) كل إنسان بعيره في منزله ثم أقيمت الصلاة ، فصلى ولم يصل بينهما
__________
(1) أناخ بالمكان : أبرك فيه بعيره وأجلسه وأقام فيه




108 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في صفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : حتى أتى ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم المزدلفة فصلى بها المغرب والعشاء بأذان واحد وإقامتين ، ولم يسبح بينهما شيئا ، ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر ، فصلى الفجر حين تبين له الصبح بأذان واحد وإقامة ، وقد ذكرنا أن يوم عرفة كان يوم الجمعة ، فتلك الليلة إذا بعده هي ليلة السبت بلا شك




109 - حدثنا الهمذاني ، حدثنا البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عمرو بن خالد ، حدثنا زهير ، حدثنا أبو إسحاق ، سمعت عبد الرحمن بن يزيد ، عن عبد الله بن مسعود ، أنه كان بالمزدلفة قائما إلى حين طلع الفجر ، فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يصلي هذه الساعة إلا هذه الصلاة في هذا المكان من هذا اليوم ، قال عبد الله يعني ابن مسعود : هما صلاتان تحولان عن وقتهما : المغرب بعدما يأتي الناس المزدلفة ، والفجر حين يبزغ الفجر ، قال : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يفعله ، وأما تسمية اليوم بيوم الأضحى فمتفق عليه ، وأما تسميتنا يوم النحر بأنه هو يوم الحج الأكبر




110 - فحدثنا الهمذاني ، عن البلخي ، عن الفربري ، عن البخاري ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو عامر ، هو العقدي ، حدثنا قرة ، عن محمد بن سيرين ، أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبي بكرة ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ، فقال : « أتدرون أي يوم هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه يسميه بغير اسمه ، فقال : « أليس يوم النحر ؟ » قلنا : بلى




111 - حدثنا عبد الله بن ربيع التميمي ، حدثنا عمر بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا سليمان بن الأشعث ، حدثنا مؤمل بن الفضل ، حدثنا الوليد ، حدثنا هشام بن الغاز ، حدثنا نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج ، فقال : « أي يوم هذا ؟ » ، فقالوا : يوم النحر ، فقال : « هذا يوم الحج الأكبر » . وأما قولنا : وهناك سأله عروة بن مضرس الطائي ، وقد ذكر له عمله أنه حج ، فقال له صلى الله عليه وسلم : « من أدرك الصلاة ، يعني صلاة الصبح ، بمزدلفة في ذلك اليوم مع الناس فقد أدرك الحج » وإلا فلم يدرك




112 - فلما حدثناه عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا إسماعيل بن مسعود الجحدري ، حدثنا خالد هو ابن الحارث ، عن شعبة ، عن عبد الله بن أبي السفر ، قال : سمعت الشعبي ، يقول : حدثني عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لأم الطائي ، قال : أتيت النبي صلى الله عليه وسلم بجمع ، فقلت : هل لي من حج ؟ فقال : « من صلى هذه الصلاة معنا ووقف حتى يفيض وأفاض بمثل ذلك من عرفات ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه (1) »
__________
(1) التفث : ما يفعله المحرم للتحلل من إحرامه بقص الظفر والشعر وإزالة الأدران والأوساخ




113 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي ، حدثنا سفيان هو الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، وداود بن أبي هند ، وزكريا بن أبي زائدة ، عن الشعبي ، عن عروة بن مضرس ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم واقفا بالمزدلفة ، فقال : « من صلى معنا صلاتنا هذه ها هنا ، ثم أقام معنا وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلا أو نهارا فقد تم حجه »




114 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى هو القطان حدثنا إسماعيل هو ابن أبي خالد ، قال : أخبرني عامر هو الشعبي ، قال : أخبرني عروة بن مضرس الطائي ، قال : أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقلت : أتيتك من جبلي طيئ ، أكللت مطيتي ، وأتعبت نفسي ، والله ما مررت على حبل إلا وقفت عليه ، فهل لي من حج ؟ فقال : « من صلى الغداة ها هنا معنا وقد أتى عرفة قبل ذلك فقد قضى تفثه وتم حجه »




115 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرني محمد بن قدامة المصيصي ، حدثنا جرير بن حازم ، عن مطرف بن طريف ، عن الشعبي ، عن عروة بن مضرس الطائي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « من أدرك جمعا مع الإمام والناس حتى يفيضوا فقد أدرك الحج ، ومن لم يدرك جمعا مع الإمام والناس فلم يدرك »




________________________________________________
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28282
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 1393418480781

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 140

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج Empty رد: حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج

الجمعة 21 أكتوبر 2011, 21:25
116 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عمرو بن علي ، حدثنا يحيى هو القطان حدثنا سفيان هو الثوري ، حدثني بكير بن عطاء ، سمعت عبد الرحمن بن يعمر الديلي ، قال : شهدت النبي صلى الله عليه وسلم بعرفة ، وأتاه أناس من أهل نجد فأمروا رجلا فسأله عن الحج ، فقال : « الحج عرفة ، من جاء ليلة جمع قبل صلاة الصبح فقد أدرك حجه ، أيام منى ثلاثة أيام ، من تعجل في يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه » ، ثم أردف رجلا فجعل ينادي بها في الناس قال أبو محمد رحمه الله : تأليف هذين الحديثين أن يدرك عرفة قبل طلوع الفجر بمقدار ما يدرك صلاة الفجر مع الإمام بمزدلفة ، ولا يجوز غير هذا ، إذ من تعدى في اجتماع هذين الحديثين هذا الجمع فقد عصى أحد الحديثين ، ولا بد ، وهذا لا يجوز ، وأيضا فإن قوله عليه الصلاة والسلام : « الحج عرفة » ، كان بعرفة ، وكان الحكم حينئذ ما قاله عليه السلام ، فلما صار عليه السلام بمزدلفة نزل الوحي بزيادة فرضها ، فأخبر عليه السلام بذلك بمزدلفة ، فلما صار عليه السلام بمنى أمر بالرمي ، فصار ذلك زيادة ، ثم أمر بطواف الإفاضة ، وقال تعالى ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى (1) ) ، فكل ما قاله بوحي ، بلا شك . وأما قولنا : واستأذنته سودة وأم حبيبة في أن تدفعا من مزدلفة ليلا فأذن لهما عليه السلام ولأم سلمة وهن أمهات المؤمنين رضي الله عنهن ، وأذن أيضا عليه السلام للنساء والضعفاء في ذلك بعد وقوف جميعهم بمزدلفة وذكرهم الله تعالى بها ، إلا أنه عليه السلام أذن للنساء في الرمي بليل ، ولم يأذن للرجال في ذلك ، لا لضعفائهم ولا لغير ضعفائهم ، وكان ذلك اليوم يوم كونه عليه السلام عند أم سلمة
__________
(1) سورة : النجم آية رقم : 3




117 - فلما حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا عبد الله بن سلمة بن قعنب ، حدثنا أفلح ، يعني ابن حميد ، عن القاسم ، عن عائشة ، أنها قالت : استأذنت سودة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المزدلفة فدفعت قبله وقبل حطمة الناس




118 - حدثنا عبد الرحمن الهمذاني ، حدثنا البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا أفلح بن حميد ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، قالت : نزلنا المزدلفة فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم سودة أن تدفع قبل حطمة الناس ، وكانت امرأة بطيئة فأذن لها ، فدفعت قبل حطمة الناس ، وأقمنا حتى أصبحنا نحن ، فدفعنا بدفعه عليه السلام




119 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني محمد بن حاتم ، حدثنا يحيى بن سعيد ، عن ابن جريج ، أخبرني عطاء هو ابن أبي رباح ، أن سالم بن شوال أخبره أنه ، دخل على أم حبيبة فأخبرته أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بها مع جمع بليل




120 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا نوح بن حبيب القومسي ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن لضعفة الناس من مزدلفة بليل




121 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا هارون بن عبد الله ، أخبرنا ابن أبي فديك ، عن الضحاك ، يعني ابن عثمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : أرسل النبي صلى الله عليه وسلم إلى أم سلمة ليلة النحر ، فرمت الجمرة قبل الفجر ثم مضت فأفاضت ، وكان ذلك اليوم اليوم الذي يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يعني عندها




122 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثني مسلم ، حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا يحيى هو القطان ، عن ابن جريج ، حدثني عبد الله ، مولى أسماء ، قال : قالت لي أسماء بنت أبي بكر وقد رحلت عن مزدلفة بعد مغيب القمر ليلة النحر فأتت منى ورمت الجمرة ، ثم صلت في منزلها ، فقلت لها : لقد غلسنا ، قالت : كلا أي بني ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن للظعن




123 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا يحيى بن يحيى ، أخبرنا حماد بن زيد ، عن عبيد الله بن أبي يزيد ، سمعت ابن عباس ، يقول : بعثني النبي صلى الله عليه وسلم في الثقل وفي الضعفة من جمع بليل




124 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا محمود بن غيلان المروزي ، حدثنا بشر بن السري ، حدثنا سفيان الثوري ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم أهله ، وأمرهم أن لا يرموا الجمرة حتى تطلع الشمس




125 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني حرملة بن يحيى ، أخبرنا ابن وهب ، أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، أن سالم بن عبد الله ، أخبره أن عبد الله بن عمر كان يقدم ضعفة الناس وأهله فيقفون عند المشعر الحرام بالمزدلفة بالليل فيذكرون الله عز وجل ما بدا لهم ، ثم يدفعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع ، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر ، ومنهم من يقدم بعد ذلك ، فإذا قدموا رموا الجمرة ، وكان ابن عمر يقول : أرخص في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أبو محمد رحمه الله : الضعفة من الصبيان والنساء فقط ، بتفسير حديث ابن عباس وأسماء . وأما قولنا : فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح بمزدلفة كما ذكرنا أتى المشعر الحرام بها ، فاستقبل القبلة فدعا الله عز وجل وكبره وهلل ووحد ، ولم يزل واقفا بها حتى أسفر جدا ، وقبل أن تطلع الشمس فدفع عليه والسلام حينئذ من مزدلفة ، وقد أردف الفضل بن عباس ، وانطلق أسامة بن زيد على رجليه في سباق قريش ، وهنالك سألت الخثعمية النبي صلى الله عليه وسلم الحج عن أبيها الذي لا يطيق الحج ، فأمرها أن تحج عنه ، وجعل عليه السلام يصرف بيده وجه الفضل بن عباس عن النظر إليها وإلى النساء ، وكان الفضل أبيض وسيما وسأله عليه السلام أيضا عن ذلك رجل فأجابه بمثل ذلك ، ونهض النبي عليه السلام يريد منى ، فلما أتى بطن محسر حرك ناقته قليلا وسلك عليه السلام الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى حتى أتى منى




126 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : ثم اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى طلع الفجر ، يعني بالمزدلفة ، فصلى الفجر حتى تبين له الصبح بأذان وإقامة ، ثم ركب القصواء حتى أتى المشعر الحرام ، فاستقبل القبلة ، فدعا الله وكبره وهلله ووحده ، ولم يزل واقفا حتى أسفر جدا ، فدفع قبل أن تطلع الشمس ، وأردف الفضل بن عباس ، وكان رجلا حسن الشعر ، أبيض وسيما ، فلما دفع رسول الله صلى الله عليه وسلم مرت ظعن يجرين ، فطفق (1) الفضل ينظر إليهن ، فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على وجه الفضل ، فحول الفضل وجهه إلى الشق (2) الآخر ينظر فحول رسول الله صلى الله عليه وسلم يده من الشق الآخر على وجه الفضل ، فصرف وجهه من الشق الآخر حتى أتى بطن محسر ، فحرك قليلا ثم سلك الطريق الوسطى التي تخرج على الجمرة الكبرى
__________
(1) طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه
(2) الشق : الجانب




127 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، أخبرنا يحيى بن آدم ، حدثنا زهير أبو خيثمة ، هو ابن معاوية ، حدثنا إبراهيم بن عقبة ، أخبرني كريب ، أنه سأل أسامة كيف صنعتم حين ردفت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشية عرفة ؟ ، فذكر له الحديث إلى أن بلغ ذكر مزدلفة ، فقال له كريب : كيف صنعتم حين أصبحتم ؟ قال : ردفه الفضل بن عباس ، وانطلقت أنا في سباق قريش على رجلي




128 - وبه إلى مسلم ، حدثني علي بن خشرم ، حدثنا عيسى بن يونس ، عن ابن جريج ، عن ابن شهاب ، حدثنا سليمان بن يسار ، عن ابن عباس ، عن الفضل ، أن امرأة ، من خثعم ، قالت : يا رسول الله ، إن أبي شيخ كبير عليه فريضة الله في الحج وهو لا يستطيع أن يستوي على ظهر بعيره ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فحجي عنه »




129 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عبد الله بن يوسف ، عن مالك ، عن ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، قال : كان الفضل بن عباس رديف (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءت امرأة من خثعم ، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه ، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق (2) الآخر ، فقالت : إن فريضة الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يثبت على الراحلة ، أفأحج عنه ؟ قال : « نعم » وذلك في حجة الوداع
__________
(1) الرديف : الراكب خلف قائد الدابة
(2) الشق : الجانب والناحية والجهة




130 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا أحمد بن سليمان الرمادي ، حدثنا يزيد هو ابن هارون ، أخبرنا هشام هو ابن حسان البصري ، عن محمد بن سيرين ، عن يحيى بن أبي إسحاق ، عن سليمان بن يسار ، عن الفضل بن عباس ، أنه كان رديف (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فجاءه رجل ، فقال : يا رسول الله إن أمي عجوز كبيرة ، وإن حملتها لم تستمسك ، وإن ربطتها خشيت أن أقتلها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيه ؟ » قال : نعم ، قال : « فحج عن أمك »
__________
(1) الرديف : الراكب خلف قائد الدابة




131 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم بن الحجاج ، حدثنا يحيى بن يحيى ، قرأت على مالك ، عن ابن شهاب ، عن سليمان بن يسار ، عن عبد الله بن عباس ، أنه قال : كان الفضل بن عباس رديف (1) النبي صلى الله عليه وسلم ، فجاءته امرأة من خثعم ، فقالت : يا رسول الله ، إن فريضة الله على عباده في الحج أدركت أبي شيخا كبيرا لا يستطيع أن يثبت على الراحلة أفأحج عنه ؟ ، قال : « نعم » ، وذلك في حجة الوداع ، وأما قولنا : فأتى الجمرة التي عند الشجرة ، وهي جمرة العقبة فرماها عليه السلام وهو راكب على راحلته (2) من أسفلها بعد طلوع الشمس من اليوم المؤرخ بحصى التقطها له ابن عباس من موقفه الذي رمى فيه مثل حصى الخذف ، وأمر بمثلها ، ونهى عن أكبر منها وعن الغلو في الدين ، فرمى بسبع حصيات كما ذكرنا ، يكبر مع كل حصاة منها ، وحينئذ قطع عليه السلام التلبية ولم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة التي ذكرنا ، ورماها عليه السلام راكبا وبلال وأسامة : أحدهما يمسك خطام ناقته عليه السلام ، والآخر يظله بثوبه من الحر ، وأمر حينئذ عليه السلام الناس بالسمع والطاعة لكل من أمر عليهم إذا قادهم بكتاب الله عز وجل ، وأمرهم أن يأخذوا عنه مناسكهم ، فلعله لا يحج بعد عامه ذلك
__________
(1) الرديف : الراكب خلف قائد الدابة
(2) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى




132 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، في حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : حتى أتى يعني النبي صلى الله عليه وسلم الجمرة التي عند الشجرة ، فرماها بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة منها مثل حصى الخذف رمى من بطن الوادي




133 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، حدثنا وكيع ، حدثنا أيمن بن نابل ، عن قدامة بن عبد الله ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يرمي جمرة العقبة يوم النحر على ناقة له صهباء ، لا ضرب ولا طرد ولا إليك إليك




134 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا محمد بن رمح ، أخبرنا الليث ، عن أبي الزبير ، عن أبي معبد ، مولى ابن عباس ، عن ابن عباس ، عن الفضل بن عباس ، وكان ، رديف (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه عليه السلام قال في عشية عرفة وغداة جمع للناس حين دفعوا : « عليكم السكينة » وهو كاف ناقته حتى دخل محسرا وهو من منى ، قال : « عليكم بحصى الخذف الذي يرمى به الجمرة » ولم يزل عليه السلام يلبي حتى أتم رمي جمرة العقبة
__________
(1) الرديف : الراكب خلف قائد الدابة




135 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق المستملي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا زهير بن حرب ، حدثنا وهب بن جرير ، حدثنا أبي ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، أن أسامة ، كان ردف النبي صلى الله عليه وسلم من عرفة إلى مزدلفة ، ثم أردف الفضل من المزدلفة إلى منى ، فكلاهما قال : لم يزل النبي صلى الله عليه وسلم يلبي حتى رمى جمرة العقبة




136 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الدورقي ، حدثنا ابن علية ، حدثنا عوف بن أبي جميلة ، حدثنا زياد بن حصين ، عن أبي العالية ، قال : قال ابن عباس : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم : « القط لي » ، فلقطت له حصيات وهي من حصيات الخذف ، فلما وضعتهن في يده قال : « بأمثال هؤلاء وإياكم والغلو (1) في الدين ، فإنما أهلك من قبلكم الغلو في الدين
__________
(1) الغلو : التشدد ومجاوزة الحد في كل شيء




137 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا محمد بن جعفر ، حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، أنه حج مع عبد الله بن مسعود ، قال : فرمى الجمرة بسبع حصيات ، وجعل البيت عن يساره ومنى عن يمينه ، وقال : هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة




138 - وبه إلى مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن عيسى بن يونس ، عن ابن جريج ، أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابرا ، يقول : رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرمي على راحلته (1) يوم النحر ويقول لنا : « خذوا مناسككم ، فإني لا أدري لعلي لا أحج بعد حجتي هذه »
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى




139 - وبه إلى مسلم ، حدثنا سلمة بن شبيب ، حدثنا الحسن بن أعين ، حدثنا معقل ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن يحيى بن حصين ، عن جدته أم الحصين ، سمعتها تقول ، : حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ، فرأيته حين رمى جمرة العقبة انصرف وهو على راحلته (1) ، ومعه بلال وأسامة ، أحدهما يقود راحلته والآخر رافع ثوبه على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم من الشمس ، قالت : فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا كثيرا ، ثم سمعته يقول : « إن أمر عليكم عبد مجدع ، حسبتها قالت : أسود ، يقودكم بكتاب الله فاسمعوا وأطيعوا »
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى




140 - وبه إلى مسلم ، حدثني أحمد بن حنبل ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن يحيى بن الحصين ، عن أم الحصين ، جدته ، قالت : حججت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجة الوداع ، فرأيت أسامة وبلالا أحدهما آخذ بخطام ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والآخر رافع ثوبه يستره من الحر حتى رمى جمرة العقبة




141 - حدثنا أحمد بن محمد بن الجسور ، حدثنا أحمد بن الفضل الدينوري ، حدثنا محمد بن جرير الطبري ، حدثنا محمد بن بشار بندار ، وعبد الله بن أبي زياد ، قالا : حدثنا عثمان بن عمر بن فارس ، حدثنا عثمان بن مرة ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي ، قال : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نرمي الجمار بمثل حصى الخذف ، قال عبد الله بن أبي زياد : في حديثه في حجة الوداع ، قال : أبو محمد عبد الرحمن هذا هو ابن أخي طلحة بن عبيد الله ، هو عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله




142 - حدثنا أحمد بن محمد بن الجسور ، حدثنا الدينوري ، حدثنا الطبري ، حدثنا ابن سنان القزاز ، حدثنا إسحاق بن إدريس ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد التنوري ، حدثنا حميد الأعرج ، حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى ، قال : ففتحت أسماعنا حتى إنا كنا لنسمع ما يقول ونحن بمنى في منازلنا ، فطفق (1) يعلمهم مناسكهم حتى بلغ الجمار ، فوضع أصبعيه السبابتين إحداهما على الأخرى ، وقال : حصى الخذف ، وذكر باقي الحديث . وأما قولنا : وخطب عليه السلام الناس في اليوم المذكور ، وهو يوم النحر بمنى ، وأنزل المهاجرين منازلهم ونزل سائر الناس في منازلهم بعد ، وعلم الناس مناسكهم وذكر أيضا عليه السلام تحريم الدماء والأموال والأعراض ، وعظم حرمة مكة على جميع البلاد ، ثم انصرف عليه السلام إلى المنحر بمنى ، فنحر ثلاثا وستين بدنة ، ثم أمر عليا بنحر ما بقي منها ، مما كان علي أتى به من اليمن مع ما كان عليه السلام أتى به من المدينة ، وكانت تمام المائة ، ثم حلق عليه السلام رأسه المقدس ، وقسم شعره فأعطى من نصفه الناس الشعرة والشعرتين ، وأعطى نصفه الثاني كله أبا طلحة الأنصاري ، وضحى عليه السلام عن نسائه بالبقر ، وأهدى عمن كان اعتمر منهن بقرة ، وضحى هو عليه السلام في ذلك اليوم بكبشين أملحين ، وأمر عليه السلام أن يؤخذ من البدن التي ذكرنا من كل بدنة بضعة ، فجعلت في قدر وطبخت ، فأكل هو وعلي من لحمها ، وشربا من مرقها ، وكان عليه السلام قد أشرك عليا فيها ، ثم أمر عليا بقسمة لحومها كلها وجلودها وجلالها ، وأن لا يعطى الجازر منها على جزارته شيئا ، وأعطاه عليه السلام الأجرة على ذلك من عند نفسه ، وجرم الأبشار مع الدماء والأموال ، وأمرهم أن لا يرجعوا بعده كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض ، وأمر بالتبليغ عنه ، وأخبر أن رب مبلغ أوعى من سامع ، وحلق بعض أصحابه عليه السلام وقصر بعضهم ، فدعا عليه السلام للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة
__________
(1) طفق يفعل الشيء : أخذ في فعله واستمر فيه




143 - فلما حدثناه أحمد بن قاسم ، قال : حدثني أبي قاسم بن محمد بن القاسم ، قال : حدثني جدي ، قاسم بن أصبغ البياني ، حدثنا القاضي أبو العباس أحمد بن محمد البرني حدثنا أبو معمر ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد التنوري ، حدثنا حميد بن قيس المكي ، عن عبد الرحمن بن معاذ ، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى ثم أمر المهاجرين أن ينزلوا مقدم المسجد ، وأمر الأنصار أن ينزلوا من وراء المسجد ، ثم نزل الناس بعد




144 - حدثنا أحمد بن محمد الجسوري ، حدثنا الدينوري ، حدثنا الطبري ، حدثنا ابن سنان القزاز ، حدثنا إسحاق بن إدريس ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد التنوري ، حدثنا حميد الأعرج ، حدثنا محمد بن إبراهيم التيمي ، عن عبد الرحمن بن معاذ التيمي ، وكان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى ، فذكر الحديث كما ذكرناه قبل ، وفي آخره : ثم أمر المهاجرين أن ينزلوا في مقدم المسجد ، وأمر الأنصار أن ينزلوا من وراء المسجد ، ثم ينزل الناس بعد منازلهم ، قال أبو محمد علي بن أحمد رحمه الله : عبد الرحمن بن معاذ بن عثمان هو ابن عم طلحة بن عبيد الله بن عثمان




145 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن خالد الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عبد الله بن محمد ، حدثنا أبو عامر العقدي ، حدثنا قرة ، عن محمد بن سيرين ، قال : أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة ، وحميد بن عبد الرحمن ، كلاهما عن أبي بكرة ، قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم النحر ، فقال : « أتدرون أي يوم هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، فقال : « أليس ذو الحجة ؟ » ، قلنا : بلى ، قال : « أي بلد هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : « أليس بالبلد الحرام ؟ » قلنا : بلى ، قال : « فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا إلى يوم تلقون ربكم ، ألا هل بلغت ؟ » قالوا : نعم ، قال : « اللهم اشهد ، فليبلغ الشاهد الغائب ، فرب مبلغ أوعى من سامع ، فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض




146 - حدثنا حمام بن أحمد ، حدثنا عبد الله بن إبراهيم الأصيلي ، حدثنا أبو زيد المروزي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا محمد بن أحمد بن عبد الله ، حدثنا عاصم بن علي ، حدثنا عاصم بن محمد ، عن واقد بن محمد ، قال : سمعت أبي ، قال عبد الله ، هو ابن عمر ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : « ألا أي شهر تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا : ألا شهرنا هذا ؟ ، قال : « فأي بلد تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا : ألا بلدنا هذا ؟ ، قال : « أي يوم تعلمونه أعظم حرمة ؟ » قالوا : ألا يومنا هذا ؟ قال : « فإن الله عز وجل قد حرم دماءكم وأموالكم وأعراضكم إلا بحقها كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا هل بلغت ؟ » ثلاثا ، كل ذلك يجيبونه : ألا نعم ، قال : « ويحكم ، أو ويلكم ، لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض




147 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرني أيوب بن محمد الوزان ، حدثنا مروان هو ابن معاوية الفزاري ، حدثنا أبو مالك الأشجعي ، حدثنا نبيط بن شريط الأشجعي ، قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب الناس بمنى ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم سألهم ، فقال : « أي يوم أحرم ؟ » قالوا : هذا اليوم ، قال : « فأي بلد أحرم ؟ » قالوا : هذا البلد ، قال : « فأي شهر أحرم ؟ » قالوا : هذا الشهر ، قال : « فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة هذا اليوم وحرمة هذا الشهر وحرمة هذا البلد ، ألا هل بلغت ؟ » قالوا : نعم ، قال : « اللهم اشهد »




148 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا محمد بن المثنى ، حدثنا عبد الوهاب ، حدثنا أيوب ، عن محمد ، عن ابن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : « الزمان قد استدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض ، السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم ، ثلاثة متواليات : ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان ، أي شهر هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، قال : « أليس ذو الحجة ؟ » قلنا : بلى ، قال : « أي بلد هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت ، حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، « أليس البلدة » ، قلنا : بلى ، فقال : « فأي يوم هذا ؟ » قلنا : الله ورسوله أعلم ، فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه ، فقال : « أليس يوم النحر ؟ » قلنا : بلى ، قال : « فإن دماءكم وأموالكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا ، وستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم ، ألا فلا ترجعوا بعدي ضلالا يضرب بعضكم رقاب بعض ، ألا فليبلغ الشاهد الغائب ، فلعل بعض من يبلغه أن يكون أوعى له من بعض من سمعه »




149 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، حدثنا قرة بن خالد ، حدثني محمد بن سيرين ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبي بكرة ، قال : لما كان ذلك اليوم قعد على بعيره ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم ، وأخذ إنسان بخطامه (1) ، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب بالناس ، فقال : « ألا تدرون أي يوم هذا ؟ » قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : فسكت حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه ، فقال : « أليس بيوم النحر ؟ » قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : « فأي بلد هذا ، أليست بالبلد الحرام ؟ » قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : « فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم وأبشاركم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، ألا هل بلغت ؟ » قالوا : نعم ، قال : « اللهم اشهد »
__________
(1) الخطام : كل ما وُضِعَ على أنف البعير ليُقتادَ به




150 - حدثنا عبد الله يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا عمرو الناقد ، حدثنا سفيان بن عيينة ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا الحج ، حتى إذا كنا بسرف أو قريبا منها حضت ، فذكرت الحديث ، وفيه : أنه عليه السلام ، قال لها : فاقضي ما يقضي الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تغتسلي ، قالت : وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر




151 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر بن عبد الله ، في حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : وقد ذكر رمي الجمرة يوم النحر ، ثم انصرف ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم إلى المنحر فنحر (1) ثلاثا وستين بدنة ، ثم أعطى عليا رحمه الله فنحر ما غبر وأشركه في هديه ، ثم أمر من كل بدنة (2) ببضعة ، فجعلت في قدور فطبخت ، فأكلا من لحمها وشربا من مرقها قال جابر في هذا الحديث : وكان جماعة الهدي (3) الذي قدم به علي من اليمن ، والذي أتى به النبي صلى الله عليه وسلم مائة
__________
(1) النحر : الذبح
(2) البُدْن والبَدَنَة : تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمْنَها.
(3) الهدي : ما يهدى إلى الحرم من النَّعَم ، وقيل أيضا : من مال أو متاع




152 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرني عمرو بن عثمان ، حدثنا الوليد هو ابن مسلم ، عن الأوزاعي ، عن يحيى هو ابن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، قال : ذبح رسول الله صلى الله عليه وسلم عمن اعتمر معه من نسائه بقرة بينهن




153 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن حاتم ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، حدثنا عبد الله بن مبارك ، عن حرملة بن عمران ، عن عبد الله بن الحارث الأزدي ، قال : سمعت عرفة بن الحارث الكندي ، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتي بالبدن ، فقال : « ادعوا لي أبا الحسن » ، فدعي له علي ، فقال : « خذ بأسفل الحربة » ، وأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلاها ، ثم طعنا بها البدن ، فلما فرغ ركب بغلته وأردف عليا




154 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا يعقوب بن إبراهيم ، حدثنا معاذ بن معاذ ، حدثنا زهير ، حدثنا عبد الكريم الجزري ، عن مجاهد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن علي ، قال : أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقوم على بدنه (1) ، وأن أتصدق بلحومها وجلودها وأجلتها ، وأن لا أعطي الجازر منها شيئا ، قال : ونحن نعطيه من عند أنفسنا
__________
(1) البُدْن والبَدَنَة : تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمْنَها.




155 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا عمران بن يزيد ، حدثنا شعيب بن إسحاق ، حدثنا ابن جريج ، أخبرني حسن بن مسلم ، أن مجاهدا ، أخبره أن عبد الرحمن بن أبي ليلى أخبره أن علي بن أبي طالب أخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أمره أن يقسم بدنه (1) كلها ، لحومها وجلودها وجلالها في المساكين ولا يعطي في جزارتها منها شيئا
__________
(1) البُدْن والبَدَنَة : تقع على الجمل والناقة والبقرة، وهي بالإبل أشبه، وسميت بدَنةً لِعِظَمِها وسِمْنَها.




156 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا ابن نمير ، وأبو كريب وأبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا حفص بن غياث ، عن هشام ، عن محمد بن سيرين ، عن أنس بن مالك ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى ، فأتى الجمرة فرماها ، ثم أتى منزله ونحر (1) ، ثم ذكر ، وحلق رأسه ، فقال أبو كريب في روايته التي ذكرنا ، فبدأ بالشق الأيمن فوزعه الشعرة والشعرتين بين الناس ، ثم قال : الأيسر فصنع مثل ذلك ، ثم قال : ها هنا أبو طلحة ، فدفعه إلى أبي طلحة ، قال ابن أبي شيبة في روايته : قال الحلاق : ها ، وأشار بيده إلى الجانب الأيمن ، هكذا فقسم شعره بين من يليه ، ثم أشار إلى الحلاق إلى الجانب الأيسر ، فحلقه فأعطاه أم سليم ، قال أبو محمد علي بن أحمد رحمه الله : لا خلاف في هذا ؛ لأن أم سليم هي امرأة أبي طلحة ، فدفعه عليه الصلاة والسلام إليهما معا
__________
(1) النحر : الذبح




157 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عبيد الله بن سعيد ، أخبرني يحيى هو القطان ، عن عبيد الله هو ابن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « يرحم الله المحلقين » قالوا : يا رسول الله ، والمقصرين ؟ ، قال : « يرحم الله المحلقين » قالوا : يا رسول الله ، والمقصرين ؟ ، قال : « يرحم الله المحلقين » ، فقال : يعني في الرابعة : « والمقصرين »




158 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا قتيبة بن سعيد ، حدثنا الليث ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال : حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق طائفة من أصحابه وقصر بعضهم ، فقال عليه السلام : « يرحم الله المحلقين » مرة أو مرتين ، ثم قال : « والمقصرين »




159 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا محمد بن بشار ، حدثنا عبد الرحمن هو ابن مهدي ، حدثنا شعبة ، عن يحيى بن حصين ، عن جدته أم حصين ، قالت : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : « اللهم اغفر للمحلقين » قالوا : والمقصرين ؟ قال : « اللهم اغفر للمحلقين » ، قالوا : والمقصرين ؟ قال : « والمقصرين »




160 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا نصر بن علي الجهضمي ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا عبد الله بن عون ، عن محمد بن سيرين ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، قال : لما كان ذلك اليوم قعد على بعيره ، يعني النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ إنسان بخطامه ، وقال : « أتدرون أي يوم هذا ؟ » ، قالوا : الله ورسوله أعلم ، فسكت ، حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه فقال : « أليس بيوم النحر ؟ » قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : « فأي شهر هذا ؟ » قلنا : « الله ورسوله أعلم ، قال : » أليس بذي الحجة ؟ « قلنا : بلى ، يا رسول الله ، قال : » فأي بلد هذا ؟ « قلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فسكت ، حتى ظننا أنه سيسميه سوى اسمه ، قال : » أليس بالبلدة ؟ « قلنا : بلى يا رسول الله ، قال : » فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ، فليبلغ الشاهد الغائب « ، قال : ثم انكفأ إلى كبشين أملحين فذبحهما ، وإلى جزيعة من الغنم فقسمهما بيننا




161 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرني عمرو بن هشام الحراني ، حدثنا محمد بن سلمة ، عن أبي عبد الرحيم ، عن زيد بن أبي أنيسة ، عن يحيى بن الحصين الأحمسي ، عن جدته أم الحصين ، قالت : حججت في حجة النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأيت بلالا رضي الله عنه آخذا يقود بخطام ناقته ، وأسامة بن زيد رضي الله عنهما رافع عليه ثوبه يظله من الحر وهو محرم ، حتى رمى جمرة العقبة ، ثم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه وذكر قولا كثيرا




162 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا هناد بن السري ، عن أبي الأحوص ، عن ابن غرقدة ، عن سليمان بن عمرو ، عن أبيه ، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يقول : « أيها الناس ، ثلاث مرات ، أي يوم هذا ؟ » قالوا : يوم النحر ، يوم الحج الأكبر ، قال : « فإن دماءكم وأموالكم وأعراضكم بينكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا ، ألا لا يجني جان على ولده ، ألا إن الشيطان قد يئس أن يعبد في بلدكم هذا أبدا ، ولكن ستكون له طاعة فيما تحتقرون من أعمالكم فيرضى ، ألا وإن كل ربا من ربا الجاهلية يوضع ، لكم رءوس أموالكم لا يظلمون لا تظلمون » وأما قولنا : وأخبر عليه السلام ، أن عرفة كلها موقف ، وارفعوا عن بطن عرنة ، وأن مزدلفة كلها موقف وارفعوا عن بطن محسر ، وأن منى كلها منحر ، وأن فجاج مكة منحر ، ثم تطيب عليه السلام قبل أن يطوف طواف الإفاضة لإحلاله قبل أن يحل في يوم النحر وهو يوم السبت المذكور ، وطيبته عائشة أيضا بطيب فيه مسك بيديها ، ثم نهض عليه السلام إلى مكة راكبا يوم النحر المذكور نفسه فطاف في يومه ذلك طواف الإفاضة ، وهو طواف الزيارة قبل الظهر ، ولم يرمل فيه وشرب من ماء زمزم بالدلو من نبيذ السقاية ، ثم رجع من يومه ذلك إلى منى ، فصلى بها الظهر ، وقيل : بل صلى الظهر بمكة ، وطافت أم سلمة في ذلك اليوم وقد طهرت يوم النحر ، وكانت رضي الله عنها يوم عرفة حائضا ، وطافت أيضا صفية في ذلك اليوم ، ثم حاضت ليلة النفر بعد ذلك ، ثم رجع صلى الله عليه وسلم إلى منى وسئل حينئذ عما تقدم بعضه على بعض من الرمي والحلق والنحر والإفاضة ، فقال في كل ذلك : « لا حرج لا حرج » ، وكذلك قال في تقديم السعي بين الصفا والمروة قبل الطواف بالبيت وأخبر أن الله تعالى أنزل لكل داء دواء إلا الهرم ، وعظم إثم من اقترض عرض مسلم ظلما ، ثم عاد إلى منى فأقام هنالك باقي يوم السبت وليلة الأحد ويوم الأحد وليلة الإثنين ويوم الإثنين ، وليلة الثلاثاء ويوم الثلاثاء ، وهذه هي أيام التشريق ، يرمي الجمار الثلاث وفي كل يوم من هذه الأيام الثلاثة بعد الزوال بسبع حصيات كل يوم لكل جمرة ، يبدأ بالدنيا ، وهي التي تلي مسجد منى ، ويقف عندها للدعاء طويلا ، ثم التي تليها وهي الوسطى ، ويقف أيضا عندها للدعاء كذلك ، ثم جمرة العقبة ، ولا يقف عندها ويكبر عليه السلام مع كل حصاة ، وخطب عليه السلام الناس أيضا يوم الأحد ، ثاني أيام النحر ، وهو يوم الرءوس ، وقد روي أيضا أنه عليه السلام خطبهم أيضا يوم الاثنين وهو يوم الأكارع ، وأوصى بذوي الأرحام خيرا ، وأخبر عليه السلام أنه لا تجني نفس على أخرى ، واستأذنه العباس عمه رضي الله عنه في المبيت بمكة ليالي منى المذكورة من أجل سقايته ، فأذن له عليه السلام وأذن عليه السلام للرعاء مثل ذلك




163 - فلما حدثناه عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثنا أبي ، عن جعفر بن محمد ، حدثني أبي ، عن جابر ، في حجة الوداع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : « نحرت ها هنا ومنى كلها منحر ، فانحروا في رحالكم ، ووقفت ها هنا وعرفة كلها موقف ، ووقفت ها هنا وجمع كلها موقف »




164 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق القاضي ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا سليمان بن الأشعث ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا يحيى بن سعيد وهو القطان حدثنا جعفر هو ابن محمد ، حدثنا أبي ، عن جابر ، قال : ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : « قد نحرت ها هنا ومنى كلها منحر ووقف بعرفة » ، فقال : « قد وقفت ها هنا وعرفة كلها موقف »




165 - حدثنا أحمد بن عمر بن أنس ، حدثنا عبد الله بن حسين بن عقال القرينشي ، حدثنا إبراهيم بن محمد الدينوري ، حدثنا محمد بن أحمد بن الجهم ، حدثنا معاذ بن المثنى ، حدثنا مسدد ، حدثنا حفص هو ابن غياث عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال عند المروة : « هذا المنحر وفجاج مكة كلها منحر » ، وقال بمنى : « هذا المنحر وفجاج منى منحر » ، هكذا قال




166 - وبه إلى ابن الجهم ، حدثنا جعفر الصائغ ، حدثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز التمار ، عن سليمان بن موسى ، عن عبد الرحمن بن أبي حصين ، عن جبير بن مطعم ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « كل عرفات موقف وارفعوا عن عرنة ، والمزدلفة كلها موقف وارفعوا عن بطن محسر » ، قال أبو محمد : المزدلفة هي جمع




167 - حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا علي بن عبد الله بن المديني ، عن سفيان هو ابن عيينة ، حدثنا عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ، أنه سمع أباه ، وكان أفضل أهل زمانه يقول : سمعت عائشة ، رضي الله عنها تقول : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي هاتين حين أحرم ، ولحله (1) حين أحل قبل أن يطوف ، وبسطت يديها
__________
(1) حل المحرم وأحل : خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعا منه

________________________________________________
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
حمدي عبد الجليل
حمدي عبد الجليل
المشرف العام
المشرف العام
ذكر عدد المساهمات : 3476
نقاط : 28282
تاريخ التسجيل : 26/06/2011
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 1393418480781

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 140

حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج Empty رد: حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج

الجمعة 21 أكتوبر 2011, 21:27




168 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني يعقوب الدورقي ، وأحمد بن منيع ، قالا : حدثنا هشيم ، أخبرنا منصور ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : كنت أطيب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يحرم ويحل ويوم النحر قبل أن يطوف بالبيت بطيب فيه مسك




169 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، حدثنا سعيد بن عبد الرحمن المخزومي أبو عبيد الله المكي ، حدثنا سفيان ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة ، قالت : طيبت رسول الله صلى الله عليه وسلم لحرمه حين أحرم ولحله (1) بعدما رمى جمرة العقبة قبل أن يطوف بالبيت
__________
(1) حل المحرم وأحل : خرج من إحرامه فجاز له ما كان ممنوعا منه




170 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني محمد بن رافع ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا عبيد الله بن عمر ، عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أفاض (1) يوم النحر ، ثم رجع فصلى الظهر بمنى ، وهذه الرواية عن ابن عمر
__________
(1) الإفاضة : الزحف والدفع في السير بكثرة ، وطواف الإفاضة طواف يوم النحر فينصرف الحاج من منى إلى مكة فيطوف ويعود




171 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جابر ، وذكر ، في حجة النبي صلى الله عليه وسلم رميه الجمار يوم النحر ، قال : ثم ركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفاض بالبيت ، فصلى بمكة الظهر وأتى بني عبد المطلب يسقون على زمزم ، فقال : « انزعوا بني عبد المطلب ، فلولا أن يغلبكم الناس على سقايتكم لنزعت معكم » ، فناولوه دلوا فشرب منه




172 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا علي بن بحر ، وعبد الله بن سعيد المعنى قالا : حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : أفاض (1) رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر يومه حتى صلى الظهر ، ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق (2) يرمي الجمرة إذا زالت (3) الشمس ، كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة ، قال أبو محمد : فهذا جابر وعائشة رضي الله عنهما قد اتفقا على أنه عليه السلام صلى الظهر يوم النحر بمكة ، وهما والله أعلم أضبط لذلك من ابن عمر ، فعائشة أخص به عليه السلام من جميع الناس ، والله أعلم
__________
(1) الإفاضة : الزحف والدفع في السير بكثرة ، وطواف الإفاضة طواف يوم النحر فينصرف الحاج من منى إلى مكة فيطوف ويعود
(2) أيام التشريق : الأيام الثلاثة التي تلي يوم عيد الأضحى
(3) تزول الشمس : تميل عن وسط السماء




173 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني محمد بن المنهال الضرير ، حدثنا يزيد بن زريع ، حدثنا حميد الطويل ، عن بكر بن عبد الله المزني ، أنه سمع ابن عباس ، يقول وهو جالس معه عند الكعبة : قدم النبي صلى الله عليه وسلم على راحلته (1) ، وخلفه أسامة بن زيد فاستسقى ، فأتياه بإناء من نبيذ ، فشرب وسقى فضله أسامة ، وقال : « أحسنتم وأجملتم ، هكذا فاصنعوا » ، قال ابن عباس : فنحن لا نريد أن نغير ما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم
__________
(1) الراحلة : البَعيرُ القويّ على الأسفار والأحمال، ويَقَعُ على الذكر والأنثى




174 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا يحيى بن يحيى ، عن مالك ، عن محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ، عن عروة ، عن زينب بنت أم سلمة ، عن أم سلمة ، رضي الله عنها ، قالت : شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أشتكي ، فقال : « طوفي من وراء الناس وأنت راكبة » ، قالت : فطفت ورسول الله صلى الله عليه وسلم حينئذ يصلي إلى جانب البيت وهو يقرأ ب الطور وكتاب مسطور




175 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا عبدة بن سليمان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، فذكرت الحديث ، وفيه : فأدركني يوم عرفة وأنا حائض




176 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني سليمان بن عبيد الله أبو أيوب الغيلاني ، حدثنا أبو عامر عبد الملك بن عمرو ، هو العقدي ، حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون ، عن عبد الرحمن بن القاسم ، عن أبيه ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لا نذكر إلا الحج ، حتى جئنا سرف فطمثت ، فذكرت الحديث ، وفيه : فلما كان يوم النحر طهرت ، فأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم فأفضت ، وذكرت باقي الحديث ، وبعد هذا خلاف في موضع طهورها في باب ترجمته باب الاختلاف في لفظه عليه الصلاة والسلام لعائشة إذ حاضت




177 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث ، حدثني أبي ، عن جدي ، حدثني جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي سلمة ، أن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حجاجا ، فأفضنا يوم النحر وحاضت صفية ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما يريد الرجل من أهله ، فقالت : يا رسول الله أنا حائض ، قال : « أحابستنا هي ؟ » قالوا : يا رسول الله قد أفاضت يوم النحر ، قال : « اخرجوا » حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عمر بن حفص بن غياث ، حدثني أبي ، حدثنا الأعمش ، حدثني إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : حاضت صفية ليلة النفر ، وذكرت باقي الحديث




178 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، حدثنا سفيان هو ابن عيينة ، عن سفيان ، هو الثوري ، عن بكير بن عطاء ، عن عبد الرحمن بن يعمر الديلي ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « الحج عرفات ، ثلاثا ، فمن أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك ، أيام منى ثلاث فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ، ومن تأخر فلا إثم عليه »




179 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا محمد بن بشار ، حدثنا سهل بن يوسف ، وحماد بن مسعدة ، قالا : حدثنا شعبة ، عن بكير بن عطاء ، عن عبد الرحمن بن يعمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الحج ، فقال : الحج عرفة ، أيام منى ثلاثة أيام ، من تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه




180 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا الحسين بن حريث ، حدثنا سعيد بن سالم ، عن موسى بن علي بن رباح ، عن أبيه ، عن عقبة بن عامر ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « يوم عرفة ويوم النحر وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ؛ أيام أكل وشرب »




181 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني محمد بن عبد الله بن قهزاذ ، حدثنا علي بن الحسن ، عن عبد الله بن المبارك ، أخبرنا محمد بن أبي حفصة ، عن الزهري ، عن عيسى بن طلحة ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأتاه رجل يوم النحر وهو واقف عند الجمرة ، فقال : يا رسول الله ، إني حلقت قبل أن أرمي ، فقال : « ارم ولا حرج » ، وأتاه آخر ، فقال : إني ذبحت قبل أن أرمي ، فقال : « ارم ولا حرج » ، وأتاه رجل آخر ، فقال : إني أفضت إلى البيت قبل أن أرمي ، قال : « ارم ولا حرج » ، فما رأيته سئل يومئذ عن شيء إلا قال : « افعلوا ولا حرج »




182 - وبه إلى مسلم : حدثني محمد بن حاتم ، حدثنا بهز ، حدثنا وهيب ، حدثنا عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قيل له في الذبح والحلق والرمي والتقديم والتأخير ، فقال : « لا حرج »




183 - حدثني أحمد بن عمر بن أنس العذري ، حدثنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي ، أخبرنا أحمد بن عبد الله الكرابيسي ، أخبرنا الحسين بن إدريس ، حدثنا عثمان هو ابن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن الشيباني هو أبو إسحاق ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال : خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حاجا ، فكان الناس يأتونه ، فمن قائل : يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف ، أو أخرت شيئا ، أو قدمت شيئا ، فكان يقول لهم : « لا حرج ، لا حرج ، إلا على رجل اقترض عرض رجل مسلم وهو ظالم ، فذلك الذي حرج وهلك »




184 - حدثنا أحمد بن عمر بن أنس ، حدثنا أبو ذر الهروي ، حدثنا شيبان بن محمد الضبعي ، وأمة السلام بنت أحمد بن كامل القاضي ، قال شيبان : حدثنا أبو خليفة ، حدثنا ابن كثير ، وقالت أمة السلام : حدثنا محمد بن إسماعيل البندار ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن سويد ، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي ، وابن كثير ، عن سفيان ، هو الثوري ، عن منصور ، عن هلال بن يساف ، عن سلمة بن قيس هو الأشجعي قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : « أربع لا تشركوا بالله شيئا ، ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ، ولا تزنوا ولا تسرقوا » . وفي رواية أمة السلام : « ولا تسرقوا ولا تزنوا » . وقد ذكرنا أن يوم النحر كان يوم السبت وأيام منى بعده ثلاثة فهي بلا شك يوم الأحد ، والإثنين والثلاثاء ، وليالي هذه الأيام




185 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا طلحة بن يحيى الأنصاري ، حدثنا يونس ، عن الزهري ، عن سالم ، عن ابن عمر ، أنه كان يرمي الجمرة الدنيا بسبع حصيات يكبر على إثر كل حصاة ، ثم يتقدم حتى يسهل مستقبلا القبلة فيقوم طويلا ، ويدعو ويرفع يديه ، ثم يرمي الجمرة الوسطى ، ثم يأخذ ذات الشمال فيسهل ، ويقوم مستقبلا القبلة ، ثم يدعو ويرفع يديه ، ويقوم طويلا ، ثم يرمي جمرة ذات العقبة من بطن الوادي ولا يقف عندها ، ثم ينصرف ويقول : هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . وقد ذكرنا قبل هذا الحديث ، وما يدل على هذا العمل في كل أيام التشريق




186 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ، حدثنا أبو خالد الأحمر ، عن ابن جريج ، عن أبي الزبير ، عن جابر ، قال : رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمرة يوم النحر ضحى ، وأما بعد فإذا ما زالت (1) الشمس
__________
(1) تزول الشمس : تميل عن وسط السماء




187 - حدثني أحمد بن عمر بن أنس العذري ، حدثنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي الأنصاري ، حدثنا أحمد بن عبدان الحافظ ، بالأهواز ، أخبرنا سهل بن موسى شيران ، حدثنا أبو موسى ، حدثنا عمرو بن عاصم ، حدثنا أبو العوام ، حدثنا محمد بن جحادة ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال : شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع يخطب وهو يقول : « أمك وأباك وأختك وأخاك ، ثم أدناك أدناك » . قال : فجاء قوم فقالوا : يا رسول الله قتلتنا بنو يربوع ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لا تجني نفس على أخرى » ، ثم سأله رجل نسي أن يرمي الجمار فقال : « ارم ولا حرج » ، ثم أتاه آخر فقال : يا رسول الله نسيت الطواف ، فقال : « طف ولا حرج » ، ثم أتاه آخر حلق قبل أن يذبح ، فقال : « اذبح ولا حرج » . فما سألوه يومئذ عن شيء إلا قال : « لا حرج لا حرج » . ثم قال : « قد أذهب الله الحرج إلا رجل اقترض امرأ مسلما فذلك الذي حرج وهلك » . وقال : « ما أنزل الله عز وجل داء إلا أنزل معه دواء إلا الهرم »




188 - حدثنا أحمد بن محمد الجسوري ، حدثنا ابن مطرف الخطيب ، حدثنا عبيد الله بن يحيى بن يحيى ، حدثنا أبي ، حدثنا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب ، عن عيسى بن طلحة بن عبيد الله ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، أنه قال : وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى يسألونه فجاءه رجل فقال : يا رسول الله إني لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « اذبح ولا حرج » ، وجاء آخر فقال : يا رسول الله لم أشعر فنحرت (1) قبل أن أرمي ، فقال : « ارم ولا حرج » . قال : فما سئل يومئذ عن شيء قدم أو أخر إلا قال : « اصنع ولا حرج »
__________
(1) النحر : الذبح




189 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا عمر بن عبد الملك ، حدثنا أبو سعيد الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا جرير ، عن الشيباني هو أبو إسحاق ، عن زياد بن علاقة ، عن أسامة بن شريك ، قال : خرجت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجا ، وكان الناس يأتونه فمن قائل : يا رسول الله سعيت قبل الطواف ، أو أخرت شيئا أو قدمت شيئا ، فكان يقول : « لا حرج إلا على رجل اقترض عرض مسلم وهو ظالم فذلك الذي حرج وهلك »




190 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا عمر بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا محمد بن بشار ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا ربيعة بن عبد الرحمن بن حصين ، حدثتني جدتي سراء بنت نبهان وكانت ربة بيت في الجاهلية قالت : خطبنا النبي صلى الله عليه وسلم يوم الرءوس فقال : « أي يوم هذا » ؟ قلنا : الله ورسوله أعلم قال : « أليس أوسط أيام التشريق (1) » ؟ . قال أبو محمد : إن صح أنه كان يوم الرءوس فهو ثاني النحر بإجماع من أهل مكة ، ويكون أوسط حينئذ بمعنى أشرف ، قال تعالى ( جعلناكم أمة وسطا (2) ) ونحن بلا شك آخر الأمم ، وقال عليه الصلاة والسلام : « فسلوا الله الفردوس فإنه وسط الجنة ، وأعلى الجنة ، وفوق ذلك عرش الرحمن » . فهذا نص على أن الوسط هو الأشرف
__________
(1) أيام التشريق : الأيام الثلاثة التي تلي يوم عيد الأضحى
(2) سورة : البقرة آية رقم : 143




191 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا أبي ، حدثنا عبيد الله ، حدثني نافع ، عن ابن عمر ، أن العباس بن عبد المطلب ، استأذن النبي صلى الله عليه وسلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له




192 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا سليمان بن الأشعث ، حدثنا القعنبي ، أخبرنا مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن أبي البداح بن عاصم ، عن أبيه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة ، يرمون يوم النحر ثم يرمون من الغد ، ومن بعد الغد يومين ، ثم يرمون يوم النفر




193 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، عن عمر بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان ، عن عبد الله ، ومحمد ، ابني أبي بكر هو ابن محمد بن عمرو بن حزم عن أبيهما ، عن أبي البداح بن عدي ، عن أبيه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للرعاء أن يرموا يوما ويدعوا يوما




194 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا عمر بن عبد الملك ، حدثنا محمد بن بكر ، حدثنا أبو داود ، حدثنا سليمان بن داود ، أخبرنا ابن وهب ، حدثني ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرمل في السبع الذي أفاض فيه وأما قولنا : ثم نهض عليه السلام بعد زوال الشمس من يوم الثلاثاء المؤرخ ، وهو آخر أيام التشريق ، وهو الثالث عشر من ذي الحجة ، وهو يوم النفر إلى المحصب ، فضربت بها قبته ضربها أبو رافع مولاه ، وكان على ثقله عليه السلام ، وقد كان عليه السلام قال لأسامة بن زيد أنه ينزل غدا بالمحصب خيف بني كنانة ، وهو المكان الذي ضرب به أبو رافع قبته وفاقا من الله عز وجل دون أن يأمره عليه السلام بذلك ، وصلى عليه السلام بالمحصب الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة من ليلة الأربعاء الرابع عشر من ذي الحجة ، وبات بها ليلة الأربعاء المذكورة ، وقد رقد رقدة ، ورغبت إليه عائشة أن يعمرها عمرة مفردة ، وقال لها عليه السلام : « أما كنت طفت ليالي قدمنا مكة » ؟ فقالت : لا ، وأخبرها عليه السلام يوم النفر ويوم النحر ، وإذ طهرت أنها قد حلت من عمرتها وحجها ، وأن طوافها يجزئها لحجها وعمرتها فأبت إلا أن تعتمر عمرة مفردة ، فأمر عبد الرحمن بن أبي بكر أخاها بأن يردفها ويعمرها من التنعيم ففعلا ذلك ، وانتظرها عليه السلام بأعلى مكة حتى انصرفت من عمرتها تلك ، وأمر الناس أن لا ينصرفوا حتى يكون آخر عهدهم الطواف بالبيت ، ورخص في ترك ذلك للحائض التي قد طافت طواف الإفاضة قبل أن تحيض ، ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل مكة فطاف بالبيت طواف الوداع سحرا قبل صلاة الصبح من يوم الأربعاء المذكور ، ثم خرج من أسفل مكة من الثنية السفلى ، والتقى بعائشة رضي الله عنها وهو ناهض إلى الطواف المذكور ، وهي راجعة من تلك العمرة التي ذكرنا ثم رجع عليه السلام وأمر بالرحيل




195 - فلما حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني زهير بن حرب ، حدثنا إسحاق بن يوسف الأزرق ، أخبرنا سفيان ، عن عبد العزيز بن رفيع ، قال : سألت أنس بن مالك أين صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر يوم التروية ؟ قال : بمنى ، قلت : فأين صلى العصر يوم النفر ؟ قال : بالأبطح . قال أبو محمد : وقد ذكرنا أنه عليه السلام كان يرمي الجمرة في أيام منى بعد الزوال ، وذلك اليوم هو آخر أيام منى ، وهو الثالث من أيام التشريق ، وهو الثالث عشر من ذي الحجة بلا خلاف في شيء من ذلك ، وإذا كان يوم عرفة يوم الجمعة فيوم النفر هو يوم الثلاثاء بلا شك




196 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن إسحاق ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا أحمد بن حنبل ، حدثنا عفان ، حدثنا حماد بن سلمة ، قال : أخبرنا حميد ، عن بكر بن عبد الله المزني ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالبطحاء ، ثم هجع هجعة ، ثم دخل مكة




197 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا قتيبة ، عن سفيان بن عيينة ، عن صالح بن كيسان ، عن سليمان بن يسار ، عن أبي رافع ، وكان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم قال : لم يأمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أنزل الأبطح حين خرج من منى ولكني جئت فضربت قبته فجاء فنزل




198 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا محمود ، حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا معمر ، عن الزهري ، عن علي بن الحسين ، عن عمرو بن عثمان بن عفان ، عن أسامة بن زيد ، قال : قلت يا رسول الله أين ننزل غدا في حجته ؟ قال : « وهل ترك لنا عقيل منزلا » ، ثم قال : « نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة المحصب ، حيث قاسمت قريش على الكفر »




199 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثني زهير بن حرب ، حدثنا الوليد بن مسلم ، حدثنا الأوزاعي ، حدثني الزهري ، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف ، حدثني أبو هريرة ، قال : قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى : « نحن نازلون غدا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر » ، وذلك أن قريشا وبني كنانة حالفت على بني هاشم وبني المطلب أن لا يناكحوهم ولا يبايعوهم حتى يسلموا إليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يعني بذلك المحصب . هكذا نص الحديث




200 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا محمود بن خالد ، حدثنا عمر ، عن الأوزاعي ، حدثني الزهري ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حين أراد أن ينفر من منى : « نحن نازلون غدا إن شاء الله بخيف بني كنانة » . يعني المحصب ، هذا نص الحديث




201 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا أصبع بن الفرج ، أخبرنا ابن وهب ، عن عمرو بن الحارث ، عن قتادة ، أن أنس بن مالك حدثه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء ، ثم رقد رقدة بالمحصب ثم ركب إلى البيت فطاف




202 - وبه إلى البخاري : حدثنا عمرو بن علي ، حدثنا أبو عاصم ، حدثنا عثمان بن الأسود ، حدثنا ابن أبي مليكة ، عن عائشة ، أنها قالت : يا رسول الله يرجع أصحابك بأجر حج وعمرة ولم أزد على الحج ؟ فقال لها : « اذهبي فليردفك عبد الرحمن » ، فأمر عبد الرحمن أن يعمرها من التنعيم فانتظرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة حتى جاءت . قال أبو محمد : إنما أدخلنا هذا الحديث لهذه اللفظة : فانتظرها صلى الله عليه وسلم بأعلى مكة حتى جاءت




203 - حدثنا عبد الله بن يوسف ، حدثنا أحمد بن فتح ، حدثنا عبد الوهاب بن عيسى ، حدثنا أحمد بن محمد ، حدثنا أحمد بن علي ، حدثنا مسلم ، حدثنا ابن نمير ، وزهير بن حرب ، قال زهير : حدثنا يحيى بن سعيد القطان ، عن عبيد الله بن عمر ، قال ابن نمير : حدثنا أبي ، حدثنا عبيد الله ، ثم اتفقا عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ، ويدخل من طريق المعرس ، وإذا دخل مكة دخل من الثنية العليا ، ويخرج من الثنية السفلى . زاد زهير في حديثه : الثنية العليا التي بالبطحاء




204 - وبه إلى مسلم : حدثنا محمد بن المثنى ، وابن أبي عمر ، جميعا عن ابن عيينة ، قال ابن المثنى : حدثنا سفيان ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما جاء إلى مكة دخلها من أعلاها وخرج من أسفلها




205 - وبه إلى مسلم : حدثنا إسحاق بن إبراهيم هو ابن راهويه ، أخبرنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن الأسود ، عن عائشة ، قالت : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا نرى إلا الحج ، وذكرت الحديث ، قالت فيه : فلما كانت ليلة الحصبة قلت : يا رسول الله يرجع الناس بعمرة وحجة وأرجع أنا بحجة ؟ قال : « أوما كنت طفت ليالي قدمنا مكة » ؟ قالت : قلت : لا ، قال : « فاذهبي مع أخيك إلى التنعيم فأهلي بعمرة ثم موعدك مكان كذا وكذا » . قالت عائشة : فلقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مصعد من مكة وأنا منهبطة عليها أو : أنا مصعدة وهو منهبط منها . قال أبو محمد : الذي لا شك فيه أنها كانت مصعدة من مكة وهو عليه السلام منهبط ؛ لأنها تقدمت إلى العمرة وانتظرها عليه السلام حتى جاءت ، ثم نهض عليه السلام إلى طواف الوداع فلقيها منصرفة إلى المحصب عن مكة ، والحديث الذي يتلو هذا فيه نص ما قلنا . وقوله عليه السلام لها أنها قد حلت من حجها وعمرتها ، وإن طوافها يجزئها وعمرتها مذكور في باب من هذا الكتاب مترجم بباب الاختلاف في لفظه عليه السلام لعائشة إذ حاضت وهي معتمرة فأمرها عليه السلام




206 - حدثنا عبد الله بن ربيع ، حدثنا محمد بن معاوية ، حدثنا أحمد بن شعيب ، أخبرنا عبد الملك بن شعيب بن الليث ، حدثني أبي ، عن جدي ، حدثني جعفر بن ربيعة ، عن عبد الرحمن بن هرمز ، عن أبي سلمة ، أن عائشة ، قالت : خرجنا حجاجا فأفضنا يوم النحر وحاضت صفية ، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم منها ما يريد الرجل من أهله ، فقالت : يا رسول الله إنها حائض قال : « أحابستنا هي » ؟ قالوا : يا رسول الله قد أفاضت يوم النحر ، قال : « اخرجوا »




207 - حدثنا حمام ، حدثنا عبد الله بن إبراهيم ، حدثنا أبو زيد المروزي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا أبو نعيم ، حدثنا أفلح بن حميد ، عن القاسم بن محمد ، عن عائشة ، فذكرت الحديث ، وفيه : حتى نفرنا من منى فدعا عليه السلام عبد الرحمن فقال : « اخرج بأختك من الحرم فلتهل بالعمرة ثم افرغا من طوافكما أنتظركما ها هنا » . فأتينا في جوف الليل فقال : « فرغتما » ؟ قلت : نعم ، فنادى بالرحيل في أصحابه ، فارتحل الناس ، ثم طاف بالبيت قبل صلاة الصبح ، ثم خرج متوجها إلى المدينة وأما قولنا : فكانت مدة إقامته صلى الله عليه وسلم بمكة عشرة أيام مذ دخلها إلى أن خرج إلى منى إلى عرفة إلى مزدلفة إلى منى إلى المحصب . فلما قد بينا فيما خلا أنه عليه السلام دخلها صبيحة يوم الأحد وخرج ليلة الأربعاء




208 - وهكذا حدثناه عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، حدثنا الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا أبو معمر ، حدثنا عبد الوارث ، حدثنا يحيى بن أبي إسحاق ، سمعت أنسا ، قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة ، فكنا نصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة ، قلت : أقمتم بها شيئا ؟ قال : أقمنا بها عشرا وأما قولنا : إنه عليه السلام أمر الناس أن لا ينفروا حتى يكون آخر عهدهم الطواف بالبيت إلا المرأة التي حاضت بعد أن طافت طواف الإفاضة




209 - فلما حدثناه عبد الله بن ربيع ، حدثنا ابن السليم ، حدثنا ابن الأعرابي ، حدثنا أبو داود ، حدثنا نصر بن علي ، حدثنا سفيان ، عن سليمان الأحول ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، قال : كان الناس ينصرفون في كل وجهة ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا ينفرن أحد منكم حتى يكون آخر عهده الطواف بالبيت »




210 - حدثنا حمام ، حدثنا عباس بن أصبغ ، حدثنا ابن أيمن ، حدثنا بكر بن حماد ، حدثنا مسدد ، حدثنا سفيان ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قال : أمر الناس أن يكون ، آخر عهدهم الطواف بالبيت ، إلا أنه خفف عن الحائض وأما قولنا : خرج عليه السلام من الثنية السفلى من مكة فلما أتى ذا الحليفة بات بها ، ثم لما رأى المدينة كبر ثلاث تكبيرات ، وقال : « لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده » ، ثم دخل عليه السلام المدينة نهارا من طريق المعرس . فلما قد ذكرناه فيما خلا من هذا الكتاب في باب دخوله عليه السلام في الليل مكة




211 - وحدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا البلخي ، حدثنا الفربري ، وحدثنا البخاري ، حدثنا إبراهيم بن المنذر ، حدثنا أنس بن عياض ، عن عبيد الله هو ابن عمر عن نافع ، عن ابن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج من طريق الشجرة ، ويدخل إلى مكة ، يصلي في مسجد الشجرة ، وإذا رجع صلى بذي الحليفة ببطن الوادي ، وبات حتى يصبح




212 - حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله الهمذاني ، حدثنا أبو إسحاق البلخي ، عن الفربري ، حدثنا البخاري ، حدثنا محمد بن مقاتل ، أخبرنا عبد الله أبو محمد ، قال : أخبرنا موسى بن عقبة ، عن سالم ، ونافع ، عن عبد الله بن عمر ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قفل (1) من الغزو ، أو من الحج ، أو من العمرة يبدأ فيكبر ثلاث مرات ثم يقول : « لا إله إلا الله وحده ، لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيء قدير ، آيبون (2) تائبون عابدون ساجدون لربنا حامدون ، صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده » قال أبو محمد علي بن أحمد رحمه الله : قد ذكر ابن عمر أنه عليه السلام كان يقول ما ذكرنا إذا انصرف من الحج ، ولم يكن له عليه السلام بعد الهجرة إلا حج واحد ، فقد قال فيه ذلك بلا شك . قال أبو محمد علي بن أحمد رحمه الله : قد أكملنا ما وعدنا به من ذكر الأحاديث التي استشهدنا بها على ما ذكرناه من كيفية عمله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع ، بحول الله تعالى وقوته ، والحمد لله رب العالمين كثيرا
__________
(1) قفل : عاد ورجع
(2) آيبون : راجعون




________________________________________________
حجة الوداع لابن حزم - الفصل الثاني - الأدلة على أعمال الحج 12107010_906912522734669_1561722651500059538_n
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى