منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
avatar
ناجح المتولى
عدد المساهمات : 0
نقاط : 3565
تاريخ التسجيل : 13/01/2014

 || دروس رمضان للشيخ محمد إبراهيم الحمد الجزء 40 || Empty || دروس رمضان للشيخ محمد إبراهيم الحمد الجزء 40 ||

الأربعاء 20 يوليو 2011, 21:01


السلام عليكم ورحمة الله
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
إنَّ الحمد لله نحمدهُ ونستعينهُ ونستغفرهُ ونستهديهِ ونعوذُ باللهِ من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا
من يهدهِ اللهُ فلا مضلَّ له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما
فإنَّه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً ...

أقدم لكم هذا الموضوع
وهي تحت عنوان
|| دروس رمضان للشيخ محمد إبراهيم الحمد الجزء 40 ||

رمضان فرصة لترك التدخين (2)
الحمد لله معين الصابرين، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فقد كان الحديث الماضي يدور حول أضرار التدخين، والحديث ههنا سيكون حول السبل المعينة على تركه، فيا أيها المدخن: ربما تقول بعد ذلك: لقد أعيتني الحيل، وضاقت بي السبل، ولم أستطع ترك التدخين.
ويقال لك:لا ما أعيتك الحيل،ولا ضاقت بك السبل، فلكل داءٍ دواءٌ، ولكل مُعْضِلةٍ حلٌ، وما من قُفْلٍ بلا مفتاح وإلا فما هو بقفل.
تقول ما هو الحل؟
ويقال لك: أن تقلع عن التدخين فوراً، وان تهجره بلا رجعة.
ستقول بزفرة، ولهفة، وأمل، وشوق، كيف الوصول إلى ذلك السبيل، وكيف النجاة من هذا الداء الوبيل؟ وما العلاج الناجع، والدواء النافع، من هذا السم الزعاف الناقع؟
يقال لك حينئذٍ: أيها الحبيب، كلّ ما تريده ستجده طالما بحثت عنه، وسعيت له سعيه، وطرقت أبوابه،وأخذت بأسبابه، فأعِرْ سمعك، وافتح قلبك، فستجد -إن شاء الله- ما يشفي عِلَّتك، ويروي غُلَّتك، فمِمَّا يعينك على ترك التدخين ما يلي:
أولاً: استحضار أضرار التدخين، واستحضار حرمته في الدين.
ثانياً: التوبة النصوح؛ فتب إلى ربك،وعد إلى رشدك،قبل أن يُتْلِف التدخين جسدك، وقبل أن يفجأك الموتُ على غِرَّةٍ منك، فأقدم غير هيَّاب، ولا وَجِل، ولا متردد، وإياك والتأجيلَ؛ فإن التأجيل ذنبٌ يجب أن تتوب منه.
ثالثاً: استعن بالله وفوّض أمرك إليه، والتمس إعانته ولطفه، وتضرع إليه بالدعاء، واسأله بصدق وإخلاص وإلحاح أن يعينك على ترك التدخين.
رابعاً: أقبل على الله بالمحافظة على الصلاة؛ فإنها تنهى عن الفحشاء والمنكر، وأقبل على الله بالصيام؛ فإنه علاج نبوي يهذّب النفس، ويسمو بالخلق، ويقوي الإرادة، ويعين على محاربة الهوى، وأقبل على كتاب ربك؛ ففيه الهداية للتي هي أقوم، وأكثر من ذكر الله -عز وجل- ففيه الطمأنينة والسكينة، واستعذ بالله من الشيطان الرجيم؛ فإن الشيطان هو الذي يزيِّن لك المعصية؛ فإذا استعذت بالله من الشيطان بصدق، أعاذك الله منه.
خامساً: استحضر الثمرات الحاصلة بترك التدخين.
سادساً: تذكّر أن مَنْ ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه، وأن العِوَضَ أنواع مختلفة، وأجل ما تعوَّض به: الأنس بالله، ومحبته، وطمأنينة القلبِ بذكره.
سابعاً: تذكّر الأجرَ المترتبَ على ترك التدخين؛ فكما أن ثوابَ الطاعةِ الشاقة أعظمُ مما لا مشقة فيه، فكذلك ثوابُ تركِ المعصية إذا شقَّ وعَظُمَ.
ثامناً: وتذكّر أنك بترك التدخين تنقذ نفسك من ضرر محقق.
تاسعاً: تذكّر لذة الانتصار على النفس،ومخالفة الهوى؛فإن تلك اللذةَ أعظمُ من لذة كاذبة عابرة.
عاشراً: قارن بين لذة التدخين -إذا كان فيه من لذة- بالضرر البالغ الذي يحصل من جرَّائه،حينئذٍ يتبين لك الغبن،فكيف-إذاً-تُقْدِمُ على لَذَّةٍ وهميةٍ سريعةِ الزوال يكون بعدها هلاكك وعطبك؟1
الحاديَ عشر مما يعين على ترك التدخين: العزيمةُ الصادقةُ، والإرادة القوية، التي هي عنوان عظماء الرجال.
الثانيَ عشر: الصبر؛ فالذي يريد ترك التدخين قد يجد مشقة كبرى خصوصاً في بداية الأمر؛ فالإقلاع عن التدخين ثقيل على النفس،ولكنه ليس متعذِّراً ولا مستحيلاً، والصعوبةُ في تركهِ تَكْمُنُ في ضغط العادة، ولأن كثيراً من المدخنين -وخصوصاً المُفَرِطين منهم- يشعرون بالكآبة في الأسابيع التالية لإقلاعهم عن التدخين، إلى جانب معاناة الرغبة الشديدة في التدخين؛ ذلك أن نتائجَ تركِ التدخين ربما تتضمن الخمولَ،وشدة َالتوترِ، وسرعةَ الغضبِ، والقلقَ، والنومَ المتقطعَ، وصعوبةَ التركيزِ الذهنيِّ، وأعراضاً أخرى في المعدة والأمعاء، مع انخفاض في الدم، ومعدل النبض العام.
ومع هذا فبعض تلك النتائج قد يكون نفسياً فقط،وقد لا تظهر تلك الأعراض إذا كانت العزيمةُ صادقةً، والإرادةُ قويةً.
ثم إن تلك المشقة لا تزال تَهُوْنُ شيئاً فشيئاً إلى أن يألف المدخن ترك التدخين.
قال ابن القيم -رحمه الله- :'إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد مَنْ تركها لغير الله، أما من تركها مخلصاً من قلبه لله، فإنه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة، ليُمْتَحن أصادق هو في تركها أم كاذب؛ فإن صبر على ترك المشقة قليلاً استحالت لذة'ا-ه-.
فيا أيها الحبيب تجرَّع مرارةَ الصبر، وغُصَصَ الحرمان في البداية؛ لتذوق الحلاوة، وتحصل على اللذة الحقيقية في النهاية.
والصبر مثل اسمه مرٌّ مذاقَتُه *** لكنْ عواقِبُهُ أحلى من iiالعسل
واعلم أن الصَّابرَ معان من الله، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المتفق عليه: 'ومن يتصَبَّرْ يُصَبِّره الله'.
واستحضر أن الصبرَ عن التدخين أسهلُ بكثيرٍ مما يوجبه التدخين، فإنه يورث ألماً، وعقوبةً، وهمًّا، وغمًّا، وندامةً، وذلاً، وضررًا - كما مرَّ-.
الثالت عشر من الأمور المعينة على ترك التدخين:الحذرُ من اليأس،فقد تحاول تركَ التدخين مرةً أو أكثر فلا تفلح، وقد تتركه فترةً ثم ترجع إليه مرةً أخرى؛ فربما قادك ذلك إلى اليأس، وربما ألقى الشيطانُ في قلبك أنْ لا سبيل إلى ترك التدخين، وأنَّ كلَّ محاولةٍ منك ستبوء بالإخفاق؛ فإياك أن يَدِبَّ هذا الشعورُ إليك، أو أن يجد منفذاً إلى قلبكَ، بل حاول مرةً بعد أخرى، ولا تيأسنَّ مهما حاولت وأخفقت، فلعلك إن أخفقت مراتٍ نجحت في آخر المطاف، بل من الناس من ينجح في أول محاولة جادة.
الرابعَ عشرَ: البعد عن رفقة السوء، وعن كل ما يذكر بالتدخين،من فراغٍ، ورؤية مدخنين، أو شم دخان.
الخامسَ عشَر:لا تلتف إلى هؤلاء؛ فقد تبتلى بأناس يخذِّلونك إذا رأوك همَمَتَ بترك التدخين، فربما عوَّقوك، ووضعوا العراقيلَ والصعوباتِ في طريقك، فلا تلتفت إلى هؤلاء، بل أدِرْ ظهرَك لهم، وتوكل على ربك، واستشعر روح التحدي والإصرار، وستصل إلى غايتك بإذن الله.
السادس عشرَ: وإذا ضَعفتْ نفسك عن ترك التدخين فوراً، و لم تستطع أن تهجره مباشرة بلا رجعه -فلا أقل من أن تتدرج، وتمضي في طريقك لِتركه، فتقلل من شربه، إلى أن تتركه بالكلية، ومما يعينك على ذلك أن تدع المجاهرة في شربه؛ لأن المجاهرة تقودك إلى شربه في كل مكان.
ومن ذلك أن تمكث في أماكن تعينك على ترك التدخين كأن تجالس الأخيار والصالحين، وأن تتردد على الوالدين، وعلى من تستحيي من التدخين أمامهم؛ فذلك يبعدك، ويسليك عن التدخين إلى أن تعتاد تركه والسلوَّ عنه.
السابع عشر: عرض الحال على من يعين، سواءً كان طبيباً ناصحاً، أو من تتوسم فيه الخير والصلاح، والنصح، فستجد عنده ما يعينك على الخروج من مأزقك.
وأخيراً نسأل الله أن يعينك، وأن يهديك لأرشد أمرك، وأن يحبب إليك الإيمان، ويزينه في قلبك، وأن يكره إليك الكفر والفسوق والعصيان، ويجعلك من الراشدين.
وصلّى الله وسلّم على نبينا محمد.

الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى