السمك واللبن

"وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحماً طرياً وتستخرجوا منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه"، "النحل: 14".

السمك:

لحم السمك غني بالمواد البروتينية والفوسفور بنسبة عالية، والفوسفور لازم لبناء الخلايا الحية ونشاطها به وكثير من المعادن الأخرى وبالذات الكالسيوم واليود، والسمك من الكائنات الناشئة على وجه الأرض فهو من البرمائيات وقد ورد تحريمه في الكتاب ثم نسخته السنة في قوله صلى الله عليه وسلم: "أحلت لنا ميتتان ودمان: فالدمان الكبد والطحال والميتتان: السمك والجراد"

والسمك يغوص في أعماق الماء وأحشاء البحار يأكل من النباتات المغمورة والتي تحتوي على مادة "البلادونا" ويختزنها السمك في عضلاته لا يتأثر بها، لكن ينقلها للإنسان الذي سرعان ما يتأثر بها ويظهر هذا التأثير بمادة البلادونا لما نجده بعد وجبة السمك الدسمة من جفاف الحلق واللسان وخفقان القلب الهادئ مع هدوء تام يسود سائر البدن مع الميل للنعاس... سبحانك يا ربي.

ولاحتواء السمك على البروتين الحيواني الممتاز مع مادة البلادونا فهو ينفع المصران الغليظ ويقلل من القلق والتقلص المعوي ويهدئ من ثوران المعدة وحموضتها وتفيد البلادونا مرضى القرحة المعدية وقرحة الاثني عشر، ويفيد اليود في تنشيط الغدة الدرقية لأنه يدخل في تركيب هرمون الثيروكسين... ففي المناطق التي تبعد كثيراً عن البحر ولا يوجد فيها مصدر لليود تتضخم الغدة الدرقية فسيولوجيا ويصاب الشخص بما يسمى "الجويتر الجحوظي" الوبائي ويظهر تضخم على هيئة ورم كبير في الرقبة من ناحية الأمام، واليود يعالج هذه الحالة تماماً فتعود سيرتها الأولى وهرمون الثيروكسين هذا مسئول عن عملية البلوغ في الذكر كما أنه يحفز عمليات الأيض الميتابوليزم والتمثيل بالجسم.

وتحتوي المائة جرام من السمك على 16 في المائة بروتين، 9 في المائة دهون، 20 جرام من الكالسيوم، جرامين من الحديد ونصف جرام من البوتاسيوم والفوسفور وبعض من فيتامين ب المركب.


اللبن:

قال تعالى: "فيها أنهار من ماء غير آسن وأنهار من لبن لم يتغير طعمه وأنهار من خمر لذة للشاربين وأنهار من عسل مصفى، ولهم فيها من كل الثمرات". "وأنهار من لبن لم يتغير طعمه" أي اللبن يتغير طعمه بعد حين وهذا معروف لنا جميعاً في الدنيا، لكن أنهار الجنة من لبن لا يتغير طعمه بمرور الوقت، ولا يتحول مذاقه فسبحان الله.

قال صلى الله عليه وسلم: "من سقاه الله لبناً فليقل اللهم بارك لنا فيه وزدنا منه فإني لا أعلم ما يجزي عن الطعام والشراب غيره"، رواه أبو داود والترمذي عن ابن عباس، وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحب اللبن.

من اللبن يخرج السمن والجبن والأفضل لبن الشاة وكل لبن بعد عهده بالحليب رديء فاسد. وكل حيوان تطول فترة حمله على فترة حمل الإنسان فلبنه رديء. واللبن ينعش البدن، ويقوي الجسم ويزيد البطفة ويهيج الباه ويطلق البطن، ويزيد في العقل والدماغ.. وفي لبن القماح جلاء وإدرار وتليين لأن أكثر رعيها الشيح والأذخر والبابونج وغيرها من العقاقير المفيدة في الاستسقاء.

ولبن الماعز لطيف جميل معتدل، ولبن الضأن سميك. وتحتوي المائة جرام من اللبن على 190 وحدة دولية من فيتامين أ، 45 ميكروجرام من الثيامين، 186 من الريبوفلافين، 290 من حامض البانتوثينيك، 90 من النياسين، 5 من البيوتين، 2مج من فيتامين ج، 3 وحدات دولية من فيتامين د.