قول : "قال الحق تبارك وتعالى" ، "وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم" !!!

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم

طرح هذا السؤال على فضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان-حفظه الله-

السؤال:
أحسن الله إليكم صاحب الفضيلة ، وهذا سائل يقول : جرى عمل كثير من الناس في الوقت الحاضر عند تعلمهم لكتاب الله أو سنة النبي صلى الله عليه وسلم قولهم : قال الحق تبارك وتعالى وقال المصطفى صلى الله عليه وسلم ، وعندما ننظر إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم وهدي صحابته نجد أنهم يقولون : قال الله تعالى ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم . فما توجيه فضيلتكم للاختلاف بين التعبيرين ؟
فأجاب فضيلته بقوله:
أما قول: قال المصطفى صلى الله عليه وسلم فلا بأس به لأنه صلى الله عليه وسلم هو المصطفى، { اللهُ يَصْطَفِي مِنَ المَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسْ} ، { وَإنَّهُمْ عِنْدَنَا لَمِنَ المُصْطَفَيْنَ الأخْيَارِ} ، { إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ}
فلا بأس إذ يقال المصطفى، من باب المدح له صلى الله عليه وسلم، وإذا قال :قال رسول الله هذا هو الأصل ولا شك أن الرسالة أشرف وأفضل لكن لا نقول أن التعبير أنُ ماهُو مناسب، أبدًا ، مناسب طيب .

أما قال الحق ، يريدون الله جلَّ وعلا فهذا فيه نظر لأن هذا إنما جاء عن الله من باب الإخبار {ذَلِكَ بِأنَّ اللهَ هُوَ الحَقُّ وَأنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ البَاطِلْ وَأنَّ اللهَ هُوَ العَلِّيُ الْكَبِيرْ}
إذا كان هذا من باب الإخبار فلا بأس، أما أنه من أسمائه الحق فهذا يحتاج إلى نظر ، نعم!

المقطع الصوتي
http://www.islamup.com/download.php?id=47679

=======
السؤال :
المصطفى هل هو من أسماء النبي صلى الله عليه وسلم ؟
الجواب :
( لا ، الظاهر أنه من أوصافه .
والغريب من أن بعض الناس سبحان الله العظيم يقول : ( قال المصطفى ) !
مع أن الصحابة -رضي الله عنهم- أشد من تعظيماً للرسول عليه الصلاة والسلام وأعلم منا بمناقبه ، ما قال أبو هريرة: ( قال المصطفى ) ، ولا قال أي واحد من الصحابة ، يعني كل كتب الحديث يقول الصحابي :
( قال رسول الله - قال نبي الله - قال أبو القاسم )
وما أشبه ذلك ،
لكن الناس في الوقت الحاضر ابتُلُوا بصياغة الألفاظ ولم ينظروا إلى من سبقهم ، والحقيقة أنه ينبغي لنا أن ننظر إلى من سبقنا .
مثل بعض الناس الآن إذا أراد أن يقول : ( قال الله تعالى ) ، يقول : ( قال الحق - وهذا قول الحق ) ،
لا شك أن الله هو الحق المبين ،
لكن قل : ( قال الله ) ،
النبي -عليه الصلاة والسلام- لا شك أنه أعلم بالله منك وأشد تعظيماً لله منك ،
إذا أراد أن يتحدث عن الله عز وجل في الحديث ، ماذا يقول ؟
( قال الله تعالى ) ، ( قال الله تعالى : أنا أغنى الشركاء عن الشرك ) [106] ،
لكن بعض الناس يريد أن يجدد ! ولكن التجديد في مثل هذه الأمور لا ينبغي ، اتباع السلف في هذه الأمور أولى من التجديد)اهـ.
العلامة العثيمين(شرح السفارينية).