الـجمـال والــورد

كَانَ لِقَاءً زَاهِراً مُبْهِجا

أفْرَحَنِي فِيْ صُبْحِ يَوْمٍ بَلِيل
قَالَ نَظَرْتُ الْوَرْدَ فِيْ سُحْنَةٍ

مُبْتَهِجاً عِنْدَ الصَّبَاحِ الـجَّمِيل
قَالَ وُرُوْدُ الرَّوْضِ تَنْوِيْ بَأنْ

تُقِيْمَ حَفْلاً صَاخِباً بَلْ أصِيل
لأنَّنَا إنْ أزْهَرَتْ وَرْدَةٌ

نَحُفُّهَا فِيْ كِنْفِ ظِلٍّ ظَلِيل
نَجْمَعُ حَشْدَ الْوَرْدِ فِيْ حَفْلَةٍ

ونأمرُ الوُرقَ بأحلى هَدِيل
وَالْيَوْمَ قَدْ زَان الْهَوَى رَوْضَنَا

جَمَالُ (هِنْدٍ) قَدْ سَبَا ذَا الزَمِيل
ابْتَسَمَتْ (هِنْدٌ) وَلَكِنَّهَا

أبَتْ بأنْ تَحْنُوْ لِحَالِ الْقَبِيل
قَالَتْ فَذَا الْوَرْدُ وَمَا عِنْدَهُ

جَمَالُ مَا أحْوِيه إلاّ الْقَلِيل
فَالْوَرْدُ صِنْفٌ وَهَوَىً مَا لَهُ

طَعْمٌ إذَا شَمُّوْهُ يُطْفِي الْغَلِيل
وَلِي رِضَابٌ يَحْوِهِ مَرْشَفِي

يُطْوَى بِهِ الْحُزْنُ وَيُشْفَى الْعَلِيل
وَالْوَرْدُ لُوْ قُبِّلَ لَمْ يَكْثَرِثْ

لِقُبْلَةٍ والثّغْرُ يُعْطِي الْمَثِيل
أمَّا أنَا عندي جَمَالٌ عَلَى

نُضْرَتِهِ كُلُّ جَمَالٍ ذَلِيل
وَلِي بِرأسِيْ ذَهَبٌ طَائِرٌ

تَرْمِقُهُ الشَّمْسُ بِطَرْفٍ كَلِيل
وَسِحْنَةٌ تُهْوَى وَحُسْنٌ وَلِي

عَيْنٌ لَهَا في الغنج طَرْفٌ كَحِيل
مِنْ حُسْنِيَ الْمُشْرِق لَحْنُ الْهَوَى

وَأفْتِنُ الْخَلْقَ بِسِحْرٍ دَخِيل
َوَمُهْجَةٌ وَلْهَى وَثَغْرٌ بِهِ

يزهو رضابٌ ثمَّ صِدْغٌ أسِيل
صَيَّرَنِي الْحُبُّ لَهُ رَوْضَةً

تَعْبَقُ بِاللَّيْلَكِ وَالزَّنْجَبِيل
إليَّ يَشْكُوْ الْقَلْبُ أشْجَانَهُ

فَعَائِشُ الْحُبِّ مُضَنًّى نَحِيل
وَالْوَرْدُ حَتَّى الْوَرْدُ خالني

كَالْوَرْدِ , وَالوَرْدُ لِهَذا خَلِيل
يَا وَرْدُ لَمْ تُخْلَقْ بَنَاتُ الْوَرَى

لِلنَّيْلِ وَالْهَوْسِ وَقَالٍ وَقِيل
فاكْتَتَمَ الْوَرْدُ عَلَى قَوْلِهَا

مقتنعاً إذ قد أتت بالدليل
لَكِنَّهُ قَالَ لَهَا أرفِقِي

بِهِ فَمَا نَفْعُ جَمَالٍ بَخِيل
فَمَالَتِ الْحَسْنَاءُ عَنْ وَرْدِهَا

وَلَمْ تُجِبْ كَالْغُصْنِ لَمَّا يَمِيل
وَرَدَّتِ الْوَرْدَ وَلَمْ تَكْتَرِثْ

بِهِ , وَلَمْ تَرْفِقْ بِحَالِ الزَّمِيل
نَادَاهُ وَرْدُ الرَّوْضِ أيَا صَاحِبِي

إنْ قَطَعَتْ وَصْلاً فَصَبْرٌ جَمِيل