اليقين والتوكل على الله

اليقين والتوكل على الله
بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أقول وبالله التوفيق
بأن المسلم الحق هو من يتوكل على الله فى كل أفعاله وأقواله وأحواله لأنه لا ملجأ ولا منجى إلا إليه
والآيات التى تحث المسلم على ذلك كثيرة , فهاكم المسلمون الأوائل حينما اجتمع عليهم المشركون فى الأحزاب رأى المسلمون كثر أهل الشرك ماذا قالوا
يقول الله تعالى
( ولما رأى المؤمنون الأحزاب قالوا هذا ما وعدنا اللَّه ورسوله وصدق اللَّه ورسوله، وما زادهم إلا إيمانا وتسليما )

وهاهو نبي الله ابراهيم عليه السلام حين ألقى فى النار ماذا قال يقول الله تعالى {الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم، فزادهم إيمانا، وقالوا: حسبنا اللَّه ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من اللَّه وفضل لم يمسسهم سوء، واتبعوا رضوان اللَّه، والله ذو فضل عظيم}.
و عن ابن عباس رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُما قال: كان آخر قول إبراهيم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم حين ألقي في النار حسبي اللَّه ونعم الوكيل
وأخبر النبى صلى الله عليه وسلم أن الانسان إذا خرج يبتغى الرزق متوكلا على الله فان الله رازقه من حيث لا يدرى ولا يعلم
عن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يقول: لو أنكم تتوكلون على اللَّه حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير: تغدو خماصا وتروح بطانا رَوَاهُ التَّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَدِيثُ حَسَنٌ.
ولو مات المسلم على نية التوكل على الله واليقين بالله مات على الفطرة ومات على الخير
عن أبي عمارة البراء بن عازب رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: يا فلان إذا أويت إلى فراشك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإنك إن مت من ليلتك مت على الفطرة، وإن أصبحت أصبت خيرا متفق عَلَيْهِ.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته يعلن قمة التوكل على الله والانقياد لله
عن أم المؤمنين أم سلمة، واسمها هند بنت أبي أمية حذيفة المخزومية رَضِيَ اللَّهُ عَنْها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم كان إذا خرج من بيته قال: بسم اللَّه توكلت على اللَّه، اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل أو أزل، أو أظلم أو أظلم، أو أجهل أو يجهل علي حديث صحيح رواه أبو داود والترمذي وغيرهما بأسانيد صحيحة. قال الترمذي حديث حسن صحيح. وهذا لفظ أبي داود.
وهاهو أبو بكر يقول لسيد الأنام وهما فى الغار والمشركون أمام فم الغار يارسول الله لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا
قال الرسول له بكل ثقة ويقين فى الله يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما يا أبا بكر لا تحزن إن الله معنا
هذا هو اليقين بالله والتوكل على الله وهذا ما يجب أن يكون عليه المسلم
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم