منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
منتديات تعليمية
منتديات المعلم القدوة التعليمية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اذهب الى الأسفل
أم زينب
أم زينب
المديرة العامة
المديرة العامة
انثى عدد المساهمات : 15740
نقاط : 135361
تاريخ التسجيل : 08/01/2011
ملكة المنتدى ومصممته

فضيلة الإمام الشيخ حسن محمد العطار Empty فضيلة الإمام الشيخ حسن محمد العطار

الخميس 09 أكتوبر 2014, 13:08
فضيلة الإمام الشيخ حسن محمد العطار

فضيلة الإمام الشيخ حسن محمد العطار 1336043556
[rtl]الشيخ السادس عشر من مشايخ الأزهر الشريف[/rtl]

[rtl]نسبه وبيئته ونشأته وتوليه للمشيخة[/rtl]
[rtl]هو الإمام الشيخ حسن بن محمد العطار من أصل مغربي، لكنَّه وُلِدَ بالقاهرة سنة 1180هـ وقيل: 1182هـ - 1768م، نشَأ في كنف والده الشيخ محمد، وكان عطَّارًا فقيرًا ملمًّا ببعض العلوم، فكان يصطحب ابنه معه إلى حانوته ويعلمه البيع والشراء، ولكنَّ الطفل كان حادَّ الذكاء، شغوفًا بالعلم، واسع الآمال، وكانت الغيرة تأخذه عندما يرى أقرانه من الصبية يتردَّدون على الأزهر لحفظ القُرآن وللدراسة، فذهب من وراء أبيه خفيةً معهم؛ فحفظ القُرآن في مدَّة وجيزة، وعلم أبوه بأمره فأعانه على التعليم؛ فألحقه بالأزهر وجدَّ في تحصيل العلم على كبار العلماء والمشايخ أمثال: "الشيخ الأمير، والشيخ الصبَّان"، وظهر نبوغه وغزارة علمه وتنوُّع ثقافته في زمن قصير، هيَّأه لتولِّي التدريس بالأزهر، ولم يقنع بالعلوم المعروفة والمألوفة في عصره، بل درس الهندسة والرياضة وتعمَّق في دراسة الفلك، قال فيه الشيخ محمد شهاب الشاعر وهو من معاصريه: "إنَّه كان آيةً في حدَّة النظَر وقوَّة الذَّكاء، وكان يزورنا أحيانًا ليلاً، ويتناول الكتاب دقيق الخط الذي تصعُب قراءته في شدَّة ضوء النهار فيقرؤه على ضوء القمر والسراج الخافت، ويستعير المجلدات الضخمة ويعيدها بعد أسبوعٍ، وقد استوعبها وعلَّق عليها.
ومن صفاته أنَّه كان طويلَ القامة، واسعَ الصدر، بعيدًا ما بين المنكبين، أشمَّ، أسمر اللون، خفيف اللحية، قال فيه الجبرتي: "إنَّه قطب الفُضَلاء، وتاج النُّبلاء ذو الذكاء المتوقِّد والفهم المسترشد، الناظم الناثر، الملم بالعلوم العقليَّة والنقليَّة والأدبيَّة بحظ وافر".
عاصَر احتلال الفرنسيين لمصر فاستفاد من علماء الحملة وارتحل إلى الشام وأوروبا، واتَّسعت دائرة معارفه، وشملت كثيرًا من الثقافات العقليَّة والنقليَّة، وأنَّه أجاد كثيرًا من اللغات؛ كالتركية والفرنسية والألبانية، وزار كثيرًا من أوطان العرب، حتى عدَّ نموذجًا يُحتَذى للعالم الأزهري المتنوِّع الثقافات، ويعدُّ بحق رائدًا من روَّاد النهضة الحديثة، تتلمذ على يديه جيلٌ من الرُّوَّاد؛ كرفاعة الطهطاوي، ومحمد الطنطاوي، وكان شعاره أنَّ بلادنا لا بُدَّ أنْ تتغيَّر أحوالها، ويتجدَّد بها من المعارف ما ليس فيها، وقد تولَّى مشيخة الأزهر بعد أنْ ذاع صيتُه، وذلك في سنة 1246هـ - 1830م.[/rtl]


[rtl]آثاره العلمية وتأثيره[/rtl]
[rtl]للإمام العطار هوامش كثيرة على كتب الطب غاية في الروعة، ودرس التشريح، وأتقن الرصد للنجوم، واتَّصل بعلماء الحملة الفرنسيَّة، مع أنَّه ذهب إلى أسيوط محتجًّا عليهم لاحتلالهم البلاد، وكان معه عددٌ كبير من العلماء، وعانَى كثيرًا من المتاعب في حياته، وأثناء وجوده بأسيوط أصاب البلاد مرض الطاعون الذي كان يحصد عشرات الآلاف في اليوم، فوصَفَه في رسالةٍ غاية في البيان والبلاغة، وعاد للقاهرة بعد أنِ استقرَّ الأمن، وكان يرى في مجيء الحملة الفرنسيَّة إلى مصر مكسبًا علميًّا؛ لأنَّها فتحت عيون العلماء على حقائق علميَّة كبيرة كانت خافيةً، وكان يُلقِي محاضراته في كل بلد يزورُه، وأقبل على دروسه العلماء والطلاب، وأُسندت إليه جريدة "الوقائع المصرية"، وأعلن رأيه الحر، ودعا إلى إدخال العلوم الحديثة، وحثَّ إلى الرُّجوع إلى أمَّهات الكتب، وعدم الاكتفاء بالحواشي، وهو الذي دعا "رفاعة الطهطاوي" إلى تسجيل كلِّ ما تقعُ عليه يده من ذخائر الكتب خلال بعثته في فرنسا، كما شجَّعه على الترجمة، وأسَّس "مدرسة الألسن"، وعالج علوم الجغرافيا معالجةً جديدة، واهتمَّ بالخرائط، وكان خلية دائبة يدرس ويُصنِّف المؤلَّفات ويشرح الكتب، ودفع طلابه وحثَّهم على الابتعاد عن التراكيب اللغوية العقيمة، وتحرير الكتابة من قيود الصنعة التي شاعت في عصور الانحِطاط، ورغم ظُلم محمد علي باشا وطغيانه فقد كان يجلُّ الشيخ العطار ويستشيره، وأطلق يده في النهضة العلميَّة، وجدَّد في الشعر العربي وفتح الطريق أمام شعراء النهضة؛ "كالبارودي وشوقي وحافظ"، ومن أهمِّ أمنياته وبرامجه أنَّه نادى بالإفادة من أئمَّة العلماء القُدامى، وعدم الاقتصار على المتأخِّرين منهم المتَّبعين للتقليد والمحاكاة، فقال: "مَن تأمَّل ما سطَّرناه وما ذكرناه من التصدِّي لتراجم الأئمة الأعلام عرف أنهم مع رسوخ قدَمِهم في العلوم الشرعيَّة والأحكام الدينية لهم اطِّلاع على غيرها من العلوم، حتى في كتب المخالفين في العقائد والفروع، وقد انتهى الحال في زمنٍ وقعنا فيه من تقليد ونقل علوم، وجدنا أنَّ نسبتنا إليهم كنسبة عامَّة زمنهم، فإنَّ قصارى جهدنا هو النقل عنهم دون أنْ نخترع شيئًا من عند أنفسنا، وليتنا نصل إلى هذه المرتبة، بل اقتصرنا على النظر في كتبٍ محصورة.
فإنَّ النصيحة الجادَّة المبكِّرة تلقَّفَها تلامذته من بعده أمثال: الشيخ محمد عباد الطنطاوي وتلميذه النابغة رفاعة الطهطاوي، وما زال العلماء يتلقَّفونها جيلاً بعد جيل، حتى أتت أكُلها وأثمرت ثمارها في العصر الحديث، والمثال أمامَنا واضحٌ جليٌّ في إمامنا أ.د. سيد طنطاوي، وأساتذة جامعة الأزهر والجامعات الأخرى، ولا ننسى المفكِّر العظيم الشيخ الشعراوي، وقد طبَّقوا تطبيقًا علميًّا كل ما درسوه وجدَّدوا فيما يُعالجون من أبحاث ودراسات، حتى ولو تناولت موضوعات قديمة واجتهدوا في النُّصوص الشرعيَّة كي تُواكب حياة الناس.
وكان الإمام العطَّار إذا بدَا درسه ترك كبار العلماء حلقاتهم، وأقبَلُوا عليه مستفيدين من علمه ومُستزيدين من ثقافته؛ حيث قام أيضًا بشرح تفسير البيضاوي، وعلَّق عليه بطريقةٍ مُشوِّقة جذبت إلى حلقته كثيرًا من العلماء والطلاب، ودفَع تلميذه رفاعة الطهطاوي لتدريس الحديث والسُّنَّة بطريقة المحاضرات دون التقيُّد بكتاب خاصٍ أو نص معروف، وبذلك أثار الإعجاب، ولفت نظر الوالي محمد علي باشا فأسند إليه أمورًا مهمَّة إضافة إلى تمتُّعه بشخصيَّة قويَّة وعزيمة صارمة وتمسُّك بالحريَّة وحريَّة العلم، وأمَّا أدبه فقد كان أديبًا بارعًا في النثر والشعر والخطابة، وله مُؤلَّفات كثيرة في كلِّ الفنون والآداب، سنُوردها لاحقًا، ومن كلامه وصف بعض الشخصيَّات البغيضة بشعره قائلاً:
إني لأكرَهُ في الزمان ثلاثةً     ما إنْ لها في عدِّها من زائدِ
قُرب البخيل وجاهلاً متفاضلاً     لا يستحي وتودُّد ابنٍ حاسدِ
ومن الرزيَّة والبليَّة أنْ ترى     هذي الثلاثة جُمِّعَتْ في واحدِ
ولقد أحبَّ أهل مكَّة الشيخ الإمام العطار، ورجوه أنْ يُقيم بينهم ليُخلِفَ فيهم ابن حجر الهيتمي؛ كي ينتَفِعوا بعلمه، ووضَعُوا أمامه مميزات ومُغريات كثيرة للمُوافقة، وسمع تلاميذه بذلك فعلقوا به، وهدَّدوا بترك الدِّراسة فرجع عن رأيه وبقي في مصر.[/rtl]


[rtl]مؤلفاته ومصنَّفاته[/rtl]
[rtl]كان الشيخ الإمام واسعَ المعرفة، عميقَ الثقافة، غزير الإنتاج، وقد ظهرت آثاره العلميَّة وشمائله الخلقيَّة في تلاميذه الأعلام بوضوحٍ رائع، وللشيخ مُؤلَّفات وآثارٌ كثيرة طَواها النسيان، أو تبدَّدت مع ما تبدَّد من آثار، ظهَر منها ما يزيدُ على الأربعة والعشرين مُؤلَّفًا نذكر بعضها بإيجازٍ، ومَن أراد التفصيل فلينظرها:
1- حاشية العطار على الجواهر المنتظمات في عقود المقولات.
2- حاشية العطار على التهذيب للإمام الخبيصي.
3- حاشية العطار على جمع الجوامع في أصول الفقه.
4- حاشيته على شرح الآجرومية والسمرقندية.
5- ديوان العطار، يجمع مئات القصائد.
6- نبذة في علم الجراحة والطب.[/rtl]


[rtl]وفاته[/rtl]
[rtl]كان الشيخ العطار عالمًا جليلاً ذائع الصيت في مصر وسائر الأقطار، وأديبًا فريدًا، وشاعرًا مجيدًا، حميدَ السَّجايا، متواضعًا زاهدًا، وجيهًا أينما وجد، وقد يخيل أنَّ حياته كانت ناعمةً هادئةً، إلا أنَّه عانى من الأخطار والأسفار، لكن مع كلِّ ذلك تحقق ما كان يصبو إليه.
ولقد لبَّى نداء ربِّه الكريم سنة 1250هـ - 1834م، وحُمِلَ إلى مثواه الأخير في جنازةٍ مهيبة، فسلامٌ على الإمام العطار في الأوَّلين والآخِرين، وسلامٌ عليه يوم يقومُ لربِّ العالمين.
وهكذا موت الأمَّة في موت العالم! [/rtl]
الرجوع الى أعلى الصفحة
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى